عرفه الناس منذ القدم فكتابات العهد القديم تشير إلى أنه كان طعام الفقراء وزاد الأغنياء أيام القحط والمجاعة. يعد العدس غذاء مثاليا لمرضى السكر عكس ما شاع قبلا عنه إذ إنه يحتوى على مجموعة من السكريات تتميز ببطء نفاذها من الأمعاء للدم مما ينظم إفراز هورمون الأنسولين من البنكرياس فى سرعة بطيئة مماثلة لارتفاع نسبة السكر فى الدم مما يحمى الإنسان من ارتفاع أو انخفاض سريع فى مستوى السكر يعرض الإنسان للخطر. إضافة العدس بقشوره المعروف فى مصر باسم «أبوجبة» إلى الأرز فى طبق الكشرى مع البصل المحمر يعد وجبة مثالية متوازنة إذا ما أضيفت إليها السلاطة الخضراء للإنسان العادى ومريض السكر بلا شك. يعد العدس أيضا غذاء يعتمد عليه فى أغراض التخلص من الوزن الزائد إذ إن احتواءه على البروتينات يضعه فى محل اللحوم إذا ما اقتضى الأمر الاستغناء عنها إلى جوار تلك الخاصية المهمة لانتقال السكر منه إلى الدم فى بطء يضمن امتصاصه ببطء أيضا إلى أن محتواه من الألياف يعطى الإحساس بالشبع والامتلاء. وإن كان اتهام العدس بأنه مصدر للغازات التى تتراكم فى الأمعاء الغليظة يعد أحد العوامل التى قد تجعل الإنسان يتردد فى اختياره إلا أن هذا ينطبق فقط على من يعانون أصلا من متاعب القولون. وقد يكون تناول العدس فى وجبة الغداء أفضل من تناوله ليلا قبل النوم إذ إن عمل الأمعاء يتباطأ فى الليل وأثناء النوم. يحتوى العدس على حزمة من المعادن مثل البوتاسيوم والمنجنيز والكالسيوم والحديد والفسفور. لذا فهو غذاء ذو مواصفات عالية للأطفال والحوامل ومن يعانون من أنيميا نقص الحديد خاصة أنه يحتوى على نسبة عالية أيضا من مجموعة فيتامين«ب» المركبة ومنها حامض الفوليك اللازم والمهم لتصنيع كرات الدم الحمراء. أما الحديد فيحتوى على ضعف النسبة التى قد توفرها أنواع البقوليات المماثلة. يعد العدس الأسود عاملا من أكثر مضادات الأكسدة المعروفة حاليا التى توصى هيئات الغذاء العالمية بإدراجه على قائمة الأطعمة الأغنى والأكثر ثراء بما يفيد الإنسان ويحفظ عليه صحته. وقد أدرجه أخيرا قسم أبحاث الغذاء الأمريكى على قائمة الأغذية التى تكافح السرطان وتحمى من أمراض شرايين القلب وتؤخر زحف أعراض الشيخوخة. يؤكل العدس فى كل ألوانه الأصفر والبرتقالى والأخضر والأسود، مقشورا أو بقشوره، وإن كان المعروف لدينا الأصفر وذو القشر أو «أبوجبة» كما يسميه المصريون لكن العدس أكثر شهرة فى الهند إذ يستخدم تقريبا يوميا فهو الضيف الدائم على المائدة الهندية أو الطلب الذى يلقى قبولا فى المطاعم الهندية فى كل أنحاء العالم تحت اسم دال أو «Daal».