** يجب أن يتعامل الإعلام بحذر مع قصة اعتداء الآلاف من جماهير الزمالك على فريقهم، وعلى لاعبى بتروجيت. فهذا التعميم يضع هذا الجمهور المحب والمساند لفريقه فى كفة البلطجية. فربما هناك مجموعة قليلة، بضعة أفراد أو عشرات منهم، قاموا بسب لاعبى الزمالك وقذفهم بزجاجات المياه غضبا للخسارة من بتروجيت، لكنهم ليسوا جميعا جمهور الزمالك. فهناك من يقول لى إنه مع زملائه بالمدرجات هتفوا على لاعبى الفريق للحضور إليهم والتصفيق لهم لتشجيعهم على الرغم من الهزيمة.. والحقيقة أنى أفضل أن يقول ويكتب من سمع وشاهد بنفسه.. لكن القضية الأخطر وهى عامة وضاربة الآن فى جذور الرياضة المصرية أننا بالفعل لا نعترف بالهزيمة، ونظن أن مباريات كرة القدم يجب أن تنتهى دائما بفوز الفريقين. أو أن هناك بعض الفرق التى لا يجب أن تخسر، وإذا كانت خسرت كثيرا لسنوات كما حدث مع الزمالك فإن الفريق لا يمكن أن يخسر اليوم. وتلك خيالات وأوهام.. وتجسيد لحالة المجتمع، الذى يضم كله الأوائل والنجوم.. وهو نفس المجتمع الذى يعشق أغرب أمثال الكون: «ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب».. ونحن طول النهار ناكل زبيب؟! ** مشهد ضربة الجزاء التى أهدرها ميدو، يعكس حالة فوضى داخل فريق الزمالك. هذا المشهد جسدته صحيفة الدستور فى صفحتها الأولى بمهنية الزميل المصور أسامة همام. فعندما يكون محددا من الجهاز الفنى ترتيب التصدى لضربات الجزاء، ويخترق أى لاعب هذا الترتيب، فإن تلك فوضى، يحاسب عليها من سمح بها من خارج الملعب وصمت على الاختراق.. وكنت رأيت أن ميدو صفقة الموسم للزمالك، بما يملكه من نجومية وهالة ضوئية تحيط به، وبما لمسته من حماسه ومن حماس الجماهير احتفالا به، لكن «حركة ضربة الجزاء» تكشف عن حب ميدو لنفسه، ولو قال إنه أراد أن يعبر عن حبه للزمالك بالتسجيل من ضربة الجزاء.. فى كثير من مواقعنا وملاعبنا يخلط الأنانيون بين حبهم للبلد وحبهم لأنفسهم فهم يرون صورتهم مطبوعة أو مختومة على الوطن والعلم والملعب والفريق والمكتب والعمل.. ومن النكات المصرية والعربية أن يعتدى لاعب على زميل له بالضرب فى سلوك غير رياضى وقمىء، ثم يبرر هذا الاعتداء السافل بأنه من أجل فريقه أو لأنه يغير على فريقه أو على مصر وترابها، وأحيانا يفسر هؤلاء الحمقى سلوكهم بأنه «شوية عصبية».. مع أن فريقه ومصر وترابها يقولون له: «اذهب إلى الجحيم لا نريدك.. أما من يضرب ويعتدى على زميل أو منافس له بالضرب أو بالسب لأنه عصبى فمكانه السرايا الصفرا؟!» ** قد يكون الإسماعيلى بتكوينه وتركيبة لاعبيه غير قادر على تطبيق طريقة اللعب، وهنا يكون المدرب مسئولا عن سوء قراءة قدرات لاعبيه وتوظيفهم ويستحق الإقالة.. لكن ماذا لو خسر الإسماعيلى مباراة أخرى أو مباراتين.. من سيقال.. «مين اللى عليه الدور»؟!