كلينتون: دونالد أصبح أفضل مجند ل«داعش».. ومارتن أومالى يضعه فى مصاف «القادة عديمى الضمير» مازال اقتراح المرشح الجمهورى دونالد ترامب، تحتل مكانة بارزة فى الساحة السياسية الأمريكية، حيث كانت محور حديث المتنافسين على نيل بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة المقررة فى 2016، الذين استخدموا الملياردير المثير للجدل كفزاعة من الجمهوريين، فيما تقدم ساندرز لهيلارى كلينتون باعتذاره عن سرقة حملته الانتخابية لبيانات خاصة بحملتها. وركز الديمقراطيون، خلال المناظرة التى جرت أمس، فى نيوهامشر، على استهداف ترامب الطامح للفوز بترشيح الحزب الجمهورى، إذ صبوا غضبهم على على ما وصفوه ب«إشاعة الخوف» من المهاجرين بصفة عامة، بعد تصريحات الملياردير، وخصوصا دعوته لمنع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلينتون، والتى تعد أبرز المرشحين الديمقراطيين، إن الأمريكيين«فى حاجة إلى التأكد من ألا تلاقى الرسائل التى يبعثها ترامب إلى جميع العالم، آذانا صاغية»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت: «لقد أصبح أفضل مجند لتنظيم داعش»، موضحة أن الإرهابيين«يبثون مقاطع فيديو لدونالد ترامب وهو يهين الإسلام والمسلمين، بهدف تجنيد عدد أكبر من الجهاديين المتطرفين». بدوره، حذر حاكم ولاية مريلاند السابق، مارتن أومالى، بشدة من «الخطر السياسى» الذى يمارسه ترامب وغيره من «القادة عديمى الضمير الذين يحاولون جعلنا نتواجه فى ما بيننا». وأضاف المرشح الديمقراطى أن البلاد سترقى إلى مستوى مواجهة متطرفى تنظيم «داعش»، ولكن فقط إذا لم يتخل الأمريكيون أبدا عن قيمهم أمام «الدعوات الفاشية لأصحاب المليارات من ذوى الأفواه الكبيرة»، متابعا: «نحن بلد أفضل من ذلك». وتزايدت شعبية ترامب فى الأسابيع الأخيرة فى أعقاب تصريحاته المثيرة للجدل حول المسلمين، كما يتصدر استطلاعات الرأى الوطنية بين المرشحين الجمهوريين، واضعا منافسه جيب بوش فى مأزق. وبعيدا عن ترامب، شدد المرشحون الثلاثة (كلينتون وساندرز وأومالى) على الحاجة إلى تعزيز الأمن القومى، ورفع الحد الأدنى للأجور وحماية حقوق المرأة والأقليات والمحرومين، كما شهدت السياسات المتعلقة بالاقتصاد والسلاح ومواجهة التهديد الإرهابى، ودور الولاياتالمتحدة فى الخارج مناقشات حادة. وبينما تتبقى ستة أسابيع فقط من بدء الانتخابات التمهيدية فى السباق الرئاسى فى ولاية أيوا، مطلع فبراير المقبل، يلاحظ أن ثمة صعوبة بالنسبة لساندرز وأومالى فى اللحاق بوزيرة الخارجية السابقة التى تسبق ساندرز ب25 نقطة، وفقا لاستطلاع أجراه موقع «رييل كلير بوليتيكس» الإلكترونى، فيما لايزال أومالى بعيدا بشكل كبير. وهذه المناظرة هى الثالثة للديموقراطيين فى إطار الانتخابات التمهيدية، والأخيرة للعام 2015، كما أنها الأولى بعد الاعتداء الذى نفذه زوجان فى سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، وأسفر عن مقتل 14 شخصا. وفيما توحد الديموقراطيون ضد ترامب، تواجه ساندرز مع كلينتون حول كيفية مواجهة التطرف، رافضا دعوتها إلى فرض منطقة حظر جوى فوق سوريا والتركيز على الإطاحة بالرئيس السورى، بشار الأسد. وقال ساندرز إنه «لا يمكن للولايات المتحدة أن تنجح فى الوقت نفسه فى محاربة الأسد وتنظيم داعش»، معتبرا أن التنظيم «هو الأولوية الرئيسية فى الوقت الحالى.. دعونا نخلص من الأسد فى وقت لاحق». من جهته أعاد أومالى التذكير بكيفية نشوء الفوضى بعد سقوط أنظمة بدعم من الولاياتالمتحدة. وأشار إلى ليبيا فى العام 2011، عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية ودعمت الإطاحة بمعمر القذافى، فقط لترى البلاد تنزلق إلى الفوضى، حيث هناك مساحات واسعة من الأراضى الآن قابلة لأن تصبح ملاذات آمنة للجهاديين. وأضاف أومالى: «ربما نحن نترك شهوة إسقاط النظام تتفوق على الاعتبارات العملية بتحقيق الاستقرار فى تلك المنطقة». وأعاد ساندرز إلى الأذهان عملية تصويت كلينتون فى مجلس الشيوخ العام 2002 لتفويض الرئيس الأمريكى حينها، جورج بوش، باستخدام القوة العسكرية فى العراق. لكن كلينتون أصرت أنها لم تكن مستعدة لإرسال قوات برية أمربكية إلى سورياوالعراق، قائلة إنها كانت تملك استراتيجية «لمحاربة وهزيمة داعش من دون أن نتورط فى حرب برية أخرى». وتقدّم بيرنى ساندرز لهيلارى كلينتون باعتذاره على قيام حملته الانتخابية بسرقة بيانات سرية خاصة بحملتها الانتخابية. وقال ساندرز ردا على سؤال عن السجال الذى يدور منذ يومين فى المعسكر الديموقراطى: «أنا لا أعتذر للسيدة كلينتون فحسب، بل آمل أن نتمكن من العمل معا على إجراء تحقيق مستقل». وردت كلينتون على اعتذار ساندرز بالقول: «بيرنى، أثمن بكل صدق تعليقك هذا. من المهم جدا أن نتجاوز هذا الموضوع».