الفيلم تجربة ملهمة ومثيرة استغرقت 8 سنوات أصبح لسينما التحريك «الأنيميشن » قوة لا يستهان بها، بعدما باتت تحتل مكانة كبيرة على شاشة المهرجانات الدولية، وذلك بفضل عناصرها المبهرة، وشخصياتها البطولية التى تمنح مشاهديها والعالم كل الطاقة الايجابية فى مواجهة قوى الشر التى تحاول أن تجعلنا لا نؤمن سوى بأننا عبيد ضعفاء لمقدرات حياة فرضها أطماع بشر، وهذا ما استدعته شاشة مهرجان دبى السينمائى عبر الفيلم الملحمى الرائع فنيا «بلال»، إخراج الباكستانى خورام عرافى، وهو بالقطع رؤية جديدة وملهمة لقصة وسيرة الصحابى الشهير بلال الذى اصبح فيما بعد مؤذن الرسول. وبحسب ما قال منتج الفيلم أيمن جمال «بلال أصبح الان مرآتنا وصوتنا الذين نريد أن نوصله للعالم، وهو صوت الاقوى ليس فى العضلات، ولكن بقوة عقل قادر على اتخاذ القرار». وأضاف انه قضى 8 سنوات فى تنفيذ الفيلم وقد شارك به فنانون من نحو 25 جنسية وصور وطور فى دبى. وأعرب جمال عن سعادته فى أن يفتتح الفيلم فى دبى، التى شهدت تطوير الفيلم، وقال: «يسعدنى أن احتفل بفيلم بلال مع أهل الامارات فى مهرجان دبى السينمائى الدولى. إن شجاعة وإصرار بلال أثرت فى كل فريق العمل وألهمتنا قصته فى أن نقدم أفضل ما عندنا لإبرازه للعالم بالشكل اللائق، وتقديم جودة لم يسبق أن شوهدت من قبل فى أفلام من منطقتنا ليحظى بذلك المكانة التى يستحقها بين الأفلام العالمية. تدور أحداث الفيلم قبل 1400 عام، حول صبى يجد نفسه مع أخته تحت طغيان العبودية بعد أن قتل الطغاة أمه، ونجد حلم بلال الطفولى هو أن يصبح فارسا مغوارا، ومحاربا عظيما، هذا الحلم يراوده، ليقوى على أن يقول كلمة الحق فى وجه الظلم، تلك الكلمة التى ستحرر بلال والكثيرون من بعده لأجيال وقرون أخرى. على الرغم من أن أحداث الفيلم تدور فى الماضى، إلا أن سيرة بلال تنبض بالحياة ليومنا هذا، وهى قدوة لكل شخص فى أى زمان ومكان بحسب رؤية صناعه، فقصة بلال هى عن الإيمان والكفاح وعزة النفس. من يعرف بلال، يعرف أن للأمل وجودا. ففى الفيلم المستوحى من أحداث حقيقية شاهدنا كيف لعب القدر لعبته، عندما يساق الفتى بلال وأخته إلى إلى بلاد بعيدة، وعالم من الكفار يحكمه الجشع فى الاتجار بأصنام الاهلة، ويتربع على عرشه الظلم، وبرؤية درامية ثرية وجذابة، يبحث بلال عن القوة بداخله، ويواجه سيدة الظالم بقيمة العدل والمساواة، متحديا كل وسائل التعذيب، وكأنه ثمن للتغيير الذى يحدثه فيما بعد، فى مغامرة انسانية مثيرة، وتجربة سينمائية مهمة، والملفت للنظر أن بطلنا بلال ربما قريب الشبه من أفاتار، وقد يبدو ذلك زكيا للجذب العالمى، لكن الروح بالقطع والرسالة مختلفتان. تم إنتاج فيلم «بلال» كاملا فى أستديوهات «برجون» فى دبى على مدى أكثر من ثلاث سنوات. ويعتبر الفيلم بداية لصناعة أفلام التحريك العالمية فى الشرق الأوسط، فقد تم إنتاجه بأفضل التقنيات، كتب نص الفيلم كل من أليكس كرونمر، ومايكل وولف الحائزين على عدة جوائز عالمية. وعمل على إنتاج الفيلم اكثر من 360 فنانا وتقنيا من حول العالم، وقد استغرقت مرحلة تصميم الملابس فقط أكثر من 5000 ساعة عمل، أداء صوتيا اديوالى اكينوى، اباجى الذى يجسد دور بلال شابا، جاكوب لاتيمور «بلال صغيرا» وتشاينا آن ماكلين التى تلعب دور غفيرة اخت بلال. وقال مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لمهرجان دبى السينمائى الدولى: «صُنع فيلم بلال بحرفة فنية عالية، وبشكل رائع حقا، وساهم فى صناعته أفضل الفنانين العالميين العاملين بهذا المجال لنكون أمام فيلم مذهل يصل إلى كل الثقافات، خاصة مع موضوعه الذى يتميز بشموليته ليتجاوز بذلك حواجز اللغة والعرق. نحن سعداء فى أن نعرض «بلال» فى دبى ومن خلال مهرجاننا، وواثقون بأن هذا الفيلم الملحمى والمؤثر سيلهم جمهور السينما من كل الأعمار، خاصة من خلال رسائله الإنسانية الخالدة عن الشجاعة والمحبة».