تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، افتتح أمس مهرجان دبي السينمائي الدولي دورته الثانية عشر، التي تقدم مجموعة من أقوى الإنتاجات السينمائية في العالم لأفضل المخرجين عربياً وعالمياً، ليكون عشاق السينما في دبي في رحلة لتسلق قمة جبل "إيفرست"، وإلى أعماق القارة الآسيوية مع عمال المناجم في الصين، وإلى حكايات الحب والصراع والطفولة في سوريا التي مزقتها الحرب، وقصص الطموح والتقاليد في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد ساهم النمو المتسارع للمهرجان منذ انطلاقته، في العام 2004، في أن يصبح واحداً من أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة، وتضم تشكيلة الأفلام التي ستعرض خلال دورة هذا العام من المهرجان 134 فيلماً مميزاً من 60 دولة حول العالم، تشمل مجموعة من الأفلام الروائية وغير الروائية، القصيرة والطويلة، منها 55 فيلماً في عرض عالمي أو دولي أول، و46 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و11 فيلماً في عرض أول في الشرق الأوسط، و17 فيلماً في عرض خليجي أول. وقد أزدحمت السجادة الحمراء ليلة الافتتاح قبل عرض فيلم "غرفة" للمخرج ليني إبراهامسون، بمجموعة من أشهر النجوم العالميين والعرب، منهم "جايكوب تريمبلي، ديف باتيل، ريتشارد درايفوس، مات براون، إد بريسمان، توبا، مايكل بي جوردان، تيرانس جي، نصرالدين شاه، كاترين دينوف، أديوالي أكينوي- أغباجي، جاينا آن مكلين، جاكوب لاتيمور، ريدن ون، تيرنس لاتيمور، بريلانتي مندوزا، فيليب فوكون، ديبا ميهتا وآنو مينون، عزت العلايلي (الذي حصل على جائزة إنجاز الفنانين)، خالد النبوي (عضو لجنة تحكيم مسابقة الهر الطويل)، بوسي، محمود حميدة، ليلى علوي، إلهام شاهين، هند صبري، منة شلبي، محمد خان، ماجد الكدواني، هنا شيحة، أحمد داوود، هالة خليل، مدحت صالح، شريف منير، هاني رمزي، ماجد المصري، لطيفة، وليد توفيق، المخرج الفلسطينى هاني أبو أسعد، والجزائرى مرزاق علوش، علي سليمان، باسل خياط، إياد حوراني، قصي خولي، تيم حسن، عابد فهد، باسم ياخور، أحمد الجسمي، جابر نغموش، إبراهيم الحربي، رزيقة الطارش، مروان عبدالله صالح، مريم سلطان، ريم إرحمة، سعيد سالمين المري، عهد، ياسا جمعة". وخلال حفل الافتتاح، منح مهرجان دبي السينمائي الدولي جائزة "تكريم إنجازات الفنانين" المرموقة إلى 4 من عمالقة السينما، بالإضافة إلى النجم المصري الكبير عزت العلايلي، الذي امتدت مسيرته الفنية أكثر من 5 عقود، ويملك تاريخاً سينمائياً عظيماً، الجائزة الثانية إلى الممثل التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة، الذي يتمتع بشهرة عالمية، فيما منحت الجائزة الثالثة للممثل الهندي القدير نصر الدين شاه، الذي شارك في أكثر من 200 فيلم على مدى 40 عاماً، وأخيراً إلى واحدة من أكثر الممثلات تميزاً وحضوراً، وهي النجمة الفرنسية كاترين دينوف التي ظهرت في أكثر من 120 فيلماً عالمياً. وتمّ التحضير لتقديم الدورة ال12 من المهرجان لتكون تجربة سينمائية مختلفة، وسيتمكّن جمهور السينما على "الشاطئ"، في يوم الافتتاح من مشاهدة البثّ المباشر ووصول النجوم على السجادة الحمراء، وستعرض لهم مجموعة من الأفلام منها عرض خاص للفيم الأمريكي "الفك المفترس" للمخرج ستيفن سبيلبرغ، احتفالاً بالذكرى الأربعين على إطلاقه بحضور الممثل الأسطوري ريتشارد درايفوس، ويُعرض أيضاً فيلم "يا طير الطاير" الذي يحكي قصة النجم الفلسطيني محمد عساف، وسيتخلله ظهور خاص لنجم الفيلم، حيث سيؤدي بعضاً من أشهر أغانيه، والفيلم الوثائقي الموسيقي "أغنية لاهور"، مع أداء مباشر للموسيقيين المشاركين في الفيلم. وقد علّق عبدالحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، على الأهمية المستمرة للمهرجان والمساهمات الفردية المميزة التي تساعد في تعزيز نمو صناعة السينما في دولة الإمارات والعالم، وقال: "يعد احتفالنا بالدورة ال12 من المهرجان إنجازاً رائعاً، وهو شاهدٌ على ما يقدمه على الصعيد العالمي منذ بدايته، وهذا العام، نحن متحمسون لمشاهدة احتفاء دبي بالأفلام المشاركة مرة أخرى، وقدرتنا على عرض أعمال سينمائية وخبرات جديدة لجمهور جديد، يسعى المهرجان إلى تعزيز وتشجيع نمو صناعة السينما، خاصة وأنه أصبح ركيزة للسينما العربية في المنطقة. من هنا نتابع جذب ألمع المخرجين والمزيد من الجمهور في كل عام، ومن الرائع أن نكرم نجوم السينما العالميين ومساهماتهم الكبيرة في هذه الصناعة من خلال (جائزة تكريم إنجازات الفنانين)، التي نقدّمها كل عام. ونأمل في أن يتمكّن المخرجين والممثلين الصاعدين من الاستفادة من الإرث الذي قدمه من سبقوهم في هذه الصناعة". وقد تم اختيار الكاتبة والمنتجة والمخرجة الهندية المرشحة، ديبا ميهتا، لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة المهر الطويل وتضم في عضويتها المخرج الأسترالي توم زوبريكي، الفنان خالد النبوي، المخرجة والشاعرة الإماراتية نجوم الغانم، والمخرجة العراقية ميسون الباجه جي. ويتنافس في هذه المسابقة 3 أفلام مصرية هي "قبل زحمة الصيف" تأليف غادة شهبندر وإخراج محمد خان العائد للمهرجان مرة أخرى بعد "فتاة المصنع"، وماجد الكدوني الذي يعود بعد مشاركته سابقا بفيلم "678"، ممثل مصر الجديد يشارك في بطولته أيضا هنا شيحة، أوحمد داوود، وتدور الذي أحداثه في قرية سياحية على شاطئ البحر، حيث يرصد الفيلم علاقات مجموعة من الشخصيات التي تلتقي قبل بدء موسم الصيف، كما يشارك من مصر أيضا فيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل وبطولة منة شلبي، محمود حميدة، شيرين رضا، أحمد راتب، هاني صلاح، الفيلم المصري الثالث هو "أبدا لم نكن أطفالا" للمخرج محمود سليمان. يرأس لجنة تحكيم "المُهر القصير" و"المُهر الخليجي للأفلام القصيرة"، المخرج الآيسلندي فريدريك تور فريدريكسن، إلى جانب المخرجة التونسية هند بوجمعة، والمخرج والمنتج الإماراتي علي مصطفى. أما لجنة تحكيم "المُهر الإماراتي"، فيترأسها منتج الأفلام الدنماركي الحاصل على جائزتي "الأوسكار"، كيم ماجنوسن، وعضوية الناقد السينمائي عبدالستار ناجي من الكويت، ود. حصة لوتاه، أول مخرجة تليفزيونية إماراتية. وبالتزامن مع مهرجان دبي السينمائي الدولي، تُقام فعالية سوق دبي السينمائي، وهو جانب مركز الأعمال الذي تحوّل إلى منصة رائدة وبوابة إلى أسرع أسواق الأفلام والتليفزيون نمواً في العالم، وتواصل برامج السوق هذا العام خلق فرص جديدة لصانعي الأفلام والعاملين في القطاع، وتبادل المعرفة والتواصل مع الآخرين، وتطوير الشراكات، إضافة إلى تمكينهم من الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه لتنفيذ مشاريعهم، وعرضها على الشاشة الكبيرة أمام الجمهور في مختلف أنحاء العالم. وهذا العام، يمكن لجمهور المهرجان المشاركة في العديد من جلسات النقاش وورش العمل ضمن "سوق دبي السينمائي"، منها حوار مع رئيس المحتوى لدى شبكة "نتفليكس"، تيد ساراندوس. كما تتضمن الدورة ال12 من المهرجان جائزة "آي دبليو سي للمخرجين"، التي تقدم مبلغاً نقدياً بقيمة 100 ألف دولار أميركي للمخرج الفائز، في ليلة يستضيفها الراعي وشريك التوقيت للمهرجان؛ شركة "آي دبليو سي شافهاوزن"، وذلك مساء اليوم الخميس. وستقدم أيضاً "جائزة وزارة الداخلية للسينما"، بالتعاون مع وزارة الداخلية، وهي مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي للفائز ب"أفضل سيناريو مجتمعي"، تكريماً للسيناريو الملهم والمبتكر والمميز، الذي يسلط الضوء على القضايا المجتمعية التي تؤثر في الأفراد والعائلات والمجتمعات، وسيعلن عن العمل الفائز خلال حفل توزيع "جوائز المهر" يوم 16 ديسمبر. الناقد السينمائي صلاح سرميني، مبرمج الأفلام القصيرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي قال عن الدورة الحالية: "لا يقتصر هدف مهرجان دبي السينمائي الدولي على دعم المواهب المحلية، وتوفير منصة تتيح لها الانتقال إلى مراحل لاحقة من النجاح، بل تتعدى ذلك إلى تقديم الثقافة والتراث الغني لمنطقة الخليج العربي، ومساعدة الجمهور على اكتساب فهم أعمق لها، وتمثل مسابقة (المهر الخليجي للأفلام القصيرة) المثال العملي على هذا الهدف، لذا فإننا نتطلع بحماسة إلى عرض أفلام هذه الفئة إلى الجمهور في دورة المهرجان هذا العام".
