التقت الكوريتان، الجمعة، لإجراء محادثات على مستوى رفيع من المفترض أن يحاول خلالها الطرفان انتزاع تنازلات في ملفات حدودية تشكل رهانا لكل من الدولتين. ويعد كل اتصال بين الدولتين المتنافستين إشارة ايجابية. لكن نظرا للقاءات السابقة، يتحفظ المحللون على إبداء تفاؤل مفرط في نتائج الاجتماع. وقال رئيس الوفد الكوري الجنوبي هوانغ بو-جي، وهو يصافح نظيره الشمالي جون جونغ-سو: "لنقم بخطوة أولى أساسية لتمهيد الطريق لإعادة التوحيد، وآمل أن تتم تسوية القضايا العالقة الواحدة تلو الأخرى". ويعقد هذا الحوار على مستوى مساعدي وزراء منطقة كايسونج الصناعية للكوريتين، الواقعة في كوريا الشمالية قرب الحدود. وتقرر مبدأ اللقاء في نهاية أغسطس، في إطار اتفاق تسوية تم التوصل إليه بهدف خفض التوتر الذي كان يهدد بمواجهة. إسقاط الحواجز وقال جون إن المحادثات تشكل فرصة لتجاوز عقود من عدم الثقة والمواجهة. وأضاف: "لنسقط الحواجز ونردم الفجوة ونبني طريقا جديدا معا". ويعتبر المحللون أن نتيجة إيجابية للقاء ستكون اتفاق الطرفين على مواصلة الحوار ويطلقان تصريحات تصالحية حول تعاون في المستقبل. ورأى المحلل في معهد شيسونج في سول شيونغ سيونغ-شانغ أن "النتيجة هذه المرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الطريق الذي ستسلكه العلاقات بين الكوريتين العام المقبل". والمسألة الأكثر حساسية هي برنامج التسلح النووي لبيونغ يانغ. وقد تتطرق سول هذه القضية، لكن المحللين يرون أن الجانبين سيبحثان في أهداف أكثر سهولة. وقد أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن بلاده تمتلك سلاحا هيدروجينيا في تصريحات شككت واشنطن وسول في صحتها. أهداف مختلفة ولم يوضع برنامج عمل لمفاوضات كايسونغ، لكن لكل طرف أهدافا واضحة مع أنهما ليسا بالضرورة على الموجة نفسها. وتأمل بيونغ يانغ في استئناف الرحلات المنظمة للكوريين الجنوبيين إلى منتجعها الجبلي كومغانغ. وقد علقت هذه الرحلات التي تعد مصدرا أساسيا للعملات الصعبة في 2008 بعد مقتل سائحة كورية جنوبية برصاص أطلقه جندي كوري شمالي إثر دخولها إلى المنطقة العسكرية المحظورة في نزهة. وتعتبر عودة السياح فرصة دعائية ثمينة لكيم جونغ أون إلى جانب العائدات التي تدرها. وتريد سول من جهتها أن يقبل الشمال بعقد لقاءات منتظمة للعائلات التي فرقها النزاع الذي كرس تقسيم شبه الجزيرة الكورية. ولا تستطيع سوى قلة المشاركة في هذه اللقاءات القليلة رغم لائحة انتظار طويلة للكوريين الجنوبيين معظمهم من المسنين الذين يشعرون بيأس متزايد من إمكانية لقاء أقربائهم الذين يعيشون في كوريا الشمالية. وتعتبر رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هي التي وصلت الى السلطة بوعد بتعزيز العلاقات مع الشمال، أن إبرام اتفاق حول العائلات سيشكل نجاحا كبيرا. وهي تتحدث في أغلب الاحيان عن إعادة التوحيد، لكن بدون أن تقترح شيئا حول خفض التوتر مع كوريا الشمالية. وكان اللقاء الأخير من هذا النوع خصص لسلسة من القضايا التي تهم الكوريتين، وعقد قبل حوالي عامين. كان البلدان اللذان ما يزالان في حالة حرب تقنيا لأنهما وقعا اتفاق هدنة بعد النزاع بينهما (1950-1953)، اتفقا على تنظيم محادثات على مستوى رفيع. لكن بيونغ يانغ تراجعت في اللحظة الأخيرة بسبب مسائل بروتوكولية. وتأتي هذه المحادثات بينما واجهت كوريا الشمالية الخميس انتقادات حادة في مجلس الأمن الدولي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، في جلسة عقدت للسنة الثانية على التوالي في هذا الشأن.