تقاوم الالتهاب فتنحسر آلام المفاصل، تكافح سرطان الثدى، سرطان البروستاتا وسرطان القولون بل وتحمى المخ من هوان خرف الشيخوخة والألزهايمر قد يبدو الأمر كتلك الأحاديث المرسلة التى يختلط فيها الإعلام بالإعلان سعيا وراء الإثارة الصحفية. لا، الواقع أن المادة الفعالة فى مسحوق جذور الكركم الذهبية علميا لها كل تلك الصفات الباهرة فى مقاومة السرطان فى تجارب رائدة تناقلتها الدوائر الطبية والعلمية وان كانت مازالت فى طور التجريب على الفئران. لكن الأمر يتشابه فى أحوال كثيرة تؤكد أنها ربما كانت لها نفس الآثار على الإنسان. • الكركم (Turmeric) أو تلك البودرة التى يمكن الحصول عليها من الجذور للنبات الهندى المعروف منذ مئات السنين (Cur Cuma Longa) والتى رغم تألق لونها الذهبى لا طعم لها عند تذوقها هى حديث العلم الآن حينما يذكر اسم السرطان وأورامه الخبيثة. تعود أصول جذور الكركم لعائلة جذور الزنجبيل. • الكركم يستخدمه الهنود فى مطبخهم التقليدى فى صور متعددة أهمها حينما يستخدم للاستعانة بلونه الذهبى الزاهى لإضافة لون للأرز إذ إنه بلا نكهة. تضاف للكركم باقة من التوابل المعروفة ليتحول إلى الكارى بأنواعه المختلفة والمتنوعة وفقا لما يضاف منها. الكسبرة الزنجبيل، الفلفل الأحمر الحلو والحار منه، الكمون، حبوب الخردل والشمر، والحبهان. يدخل الكارى بعد تحضيره من الكركم والتوابل المختلفة فى معظم أطباق الطبخ الهندى الشهيرة ليعطيها المذاق الحار أو البارد وفقا لطريقة الطبخ واختلافها من إقليم لآخر فى الهند. • انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان فى الهند حيث يستهلك الإنسان عادة ما بين 1.5 2 جرام من الكركم فى اليوم كانت بداية ملاحظة العلاقة بين السرطان والكركم. سرطان الرئة فى الهند يمثل 1/8 من إصابات سرطان الرئة فى الولاياتالمتحدة وأوروبا بينما هى 1/9 فى حالات سرطان القولون مقارنة بنسب الإصابة فى الغرب فى الوقت الذى يتعرض فيه الهنود لعوامل مسرطنة بصورة تفوق ما يتعرض له الإنسان فى القارتين. • للكركم أثر فعال فى مكافحة الالتهاب وآلام المفاصل يشابه فعل الاسبرين تماما كذلك المسكنات غير الاسيترويدية (التى لا تحتوى على كورتيزون) تشير التجارب الحديثة إلى أن للكركم أثرا مثبطا على الإنزيم الذى يعاون فى بداية أى تفاعل التهابى فى الجسم Cycloogenasc 2 enzyme (Cox 2) وهو ذات الأمر الذى يحتويه الاسبرين. • أثر الكركم فى مقاومة السرطان أمر يشغل الكثير من مراكز البحث العلمى المرموقة. منها كلية طب جون هوبكنز الأمريكية John Hopkins School of Medicine خمسة من مرضى تم تشخيصهم مصابون بسرطان القولون تم علاجهم باستخدام 480 مليجراما من الكركم مع 20 ميلجراما من الكرستين (Quercetin) أحد مضادات الأكسدة القوية لمدة ستة أشهر. كان من المدهش أن تضاءلت أورام القولون وانكمشت، الأمر الذى يؤكد بلاشك أن للكركم أثرا فى مقاومة سرطان القولون. قد يكون عدد المرضى بالفعل أقل من المطلوب لتأكيد الأثر لكن بلاشك هناك مؤشر إلى أثر فعال يجب دراسته بصورة أوسع. • فى تجربة أخرى من Andrson Cancer Centre فى هيوستن بالولاياتالمتحدةالأمريكية يؤكد Dr. Baharat Aggarwal أحد القلائل من العلماء الذين درسوا أثر الكركم على نطاق واسع فى العالم ان للكركم أثرا فعالا على تطور خلايا سرطان الثدى. حقن د. بهارات خلايا سرطان الثدى التى حصل عليها من مريضات انتقل لديهن النشاط السرطانى من الثدى للرئة فى فئران التجارب. حينما بدأ النشاط السرطانى عمله فى الفئران عمد الطبيب لعلاجها. مجموعة منها بالكركم وحده ومجموعة أخرى باستخدام عقار (Taxol) ثم مجموعة ثالثة تم علاجها بالعقار مع الكركم. المذهل فى الأمر أن المجموعة التى عولجت بالكركم استجابت أسرع وبصورة أفضل للعلاج. • بعد تراكم بروتين الأميليود (amyloid) فى خلايا المخ هو أول علامات الألزهايمر الطبية. تغذية الفئران بإضافة الكركم لطعامها سجل انحسارا لتلك الظاهرة، الأمر الذى لم يسجل أيضا اضطرابا فى الذاكرة. إضافة الكركم لطعامك إذا لم تكن مولعا بمذاق الكارى أمر بلاشك مفيد للصحة وأكبر الاحتمال انه سلاح قوى فى مواجهة خطر السرطان هذا ما تؤكده حضارة الهند العريقة.