الوثيقة تحوى 8 بنود وتبدأ بإصلاح دستورى وتنتهى باحتمالية بقاء الأسد.. وتضارب فى روسيا بشأن صحتها.. و«جيش الأسد» يحرر قاعد كوريس العسكرى بعد عامين من الحصار قبل يومين من انعقاد مؤتمر «فيينا 3» لبحث التسوية السياسية للأزمة السورية، تضاربت التصريحات الروسية، بشأن «وثيقة سرية» نشرتها وكالة رويترز، حول إعداد موسكو مقترحات لإنهاء الصراع الدائر فى سوريا، تتضمن البدء بعملية إصلاح دستورية تستغرق ما يصل إلى 18 شهرا تليها انتخابات رئاسية مبكرة. تزامن ذلك مع إعلان الجيش النظامى السورى، استعادة قاعدة كويرس الجوية فى محافظة حلب «شمال» بعد عامين من حصار «داعش» لها. فمساء أمس الأول، نشرت وكالة رويترز، ما أسمته وثيقة حصرية، تشمل اقتراحا يتألف من ثمانى نقاط، قبل يومين من مؤتمر فيينا فى جولته الثالثة. وأظهرت مسودة الوثيقة أن روسيا تريد أن تتفق الحكومة والمعارضة على بدء عملية إصلاح دستورى تستغرق ما يصل إلى 18 شهرا تليها انتخابات رئاسية مبكرة، ولا يستبعد الاقتراح مشاركة الرئيس السورى بشار الأسد فى الانتخابات المبكرة، وهو ما يقول خصومه إنه مستحيل إذا أريد تحقيق السلام. وتنص الوثيقة على أن «الرئيس السورى المنتخب شعبيا سيضطلع بمهام القائد الأعلى للقوات المسلحة ويشرف على الأجهزة الخاصة والسياسة الخارجية»، لكنها أشارت إلى أن بشار الأسد لن يرأس عملية الإصلاح الدستورى وأن على كل الأطراف الاتفاق على مرشح معين. ودعت الوثيقة المعارضة السورية إلى تشكيل وفد «موحد» يمثلها خلال المحادثات مع النظام، وإلى الاتفاق على طرق لمنع وصول الإرهابيين إلى السلطة وإلى ضمان وحدة البلاد واستقلالها، مشيرة إلى أنه بالنسبة لوقف إطلاق النار فى سوريا «يجب استبعاد العمليات ضد داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية». فى المقابل، تضاربت تصريحات المسئولين الروس بشأن تلك الوثيقة، ففيما نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إعداد موسكو أى وثيقة من أجل الاجتماع المقبل فى فيينا، معتبرة أن «هذه المعلومات لا تتفق مع الواقع، وأن موسكو ستركز فى فيينا على تصنيف وفهم من الذين يجب أن نعتبرهم إرهابيين فى سوريا وكذلك وضع قائمة بممثلى المعارضة السورية الذين يمكن أن يجروا مفاوضات مع دمشق»، أعرب فلاديمير سفرونوكوف نائب المندوب الروسى لدى الأممالمتحدة عن أسفه لتسريب الوثيقة، حسبما ذكرت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية. وقال سفرونوكوف إنها «رؤيتنا وهذا اقتراحنا، ونحن بالتأكيد منفتحون على أى اقتراحات أخرى من الجانب الآخر، وإن الوثيقة تعد مشاركة روسية تنظر فى كيفية بدء العملية السياسية لجعل جميع الأطراف تعمل معا، الحكومة والمعارضة»، وهو ما يعنى ضمنا الاعتراف بصدقية الوثيقة. فى غضون ذلك، بدأت ثلاث مجموعات عمل اجتماعات، أمس، لمعالجة الخلافات حول الإرهاب والمعارضة والأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع الذى أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص. وميدانا، وفى تطور استراتيجى على أرض الصراع، أعلن الجيش السورى، مدعوما بمليشيات عسكرية وبتغطية من الطيران الروسى، استعادة مطار كويرس العسكرى فى ريف حلب بعد عامين من حصاره من جانب تنظيم داعش، وقال التليفزيون السورى الرسمى، أمس، إن قوات الجيش السورى دخلت قاعدة كويرس الجوية فى حلب «شمال» وحرر أفرادا من الجيش كانوا يتحصنون بداخلها. وباستعادة كوريس، تعد هذه الخطوة أكبر انتصار يحققه الجيش السورى منذ بدأت روسيا حملة قصف جوى دعما للرئيس بشار الأسد فى 30 سبتمبر الماضى.