اعتبر العاملون بالحقل السياحي في مدينة الأقصر قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعليق الرحلات الجوية إلى مصر بأنه المسمار الأخير في نعش السياحة التي باتت تحتضر منذ ثورة يناير وحتى هذا القرار الصادم، خاصة وأن هذا القرار جاء في وقت قاتل وهو بداية الموسم السياحي. وقال اللواء حسني حسين، مدير مباحث شرطة السياحة والأثآر بالأقصر وأسوان، إن نسبة الإشغال السياحي بالفنادق العائمة بمحافظة الأقصر شهدت ارتفاعا بلغ 12% بالفنادق التي تعمل بين محافظتي الأقصر وأسوان، وذلك بسبب أفواج السياحة التي زارت المدينة خلال احتفالات العيد القومي للمحافظة. وأضاف «حسين» أن عدد الفنادق العائمة التي تعمل بين محافظتي الأقصر وأسوان تبلغ 47 فندقًا عائمًا من أصل 253 فندقًا، على متنهم 2650 نزيلا أجنبيا من جنسيات مختلفة، موضحا أن الجنسيات الغالبة هي "الألمانية والأمريكية والإنجليزية"، فضلا عن وجود جنسيات أخرى. ومن جانبه، أكد محمد عثمان، خبير سياحي، أن "ما حدث من روسيا صادم ومحبط للغاية وأنه سوف يؤثر بشكل سلبي على السياحة القادمة إلى مدينة الأقصر ونسبة الاشغال ورحلات "الاوفر داي" القادمة من الغردقة، مما سيؤدي إلى تراجع نسبة إشغال المطاعم السياحية خاصة، ونسبة الإقبال على المعابد". وطالب «عثمان» الحكومة بضرورة التدخل الفوري لانقاذ صناعة السياحة التي تحتضر لانها لانها أهم عناصر الأمن القومي، وبدون السياحة سوف تحدث مجاعة وعواقب وخيمة لا يعرف نهايتها إلا الله. كما طالب «عثمان» أيضًا بضرورة إيجاد أسواق بديلة للسوق الروسي والاوكراني وعدم الاعتماد على سوق واحد أو دولة بعينها تصّدر السياحة لمصر، وفتح أسواق غير تقليدية مثل السوق الياباني والإيطالي والفرنسي والنمساوي، وكذلك فتح رحلات طيران بين المدن السياحية في داخل مصر، كما وعد وزير السياحة هشام زعزوع. وتابع "والاهتمام بالسياحة الثقافية في الأقصر وأسوان لأنها الرئة التي سوف تتنفس بها صناعة السياحة في الفترة المقبلة، وهى تشكل 5% من صناعة السياحة في مصر، كما أنها مدن هادئة ويمكن السيطرة الأمنية عليها، بالإضافة إلى زيادة الأنشطة الترفيهية لزيادة عدد الليالى السياحية بجوار السياحة الثقافية". وتابع أنور أبو المجد مرشد سياحي أن "القرار الروسي ربما لن يستمر طويلا لأنه يشكل خسارة لمصر وكذلك للشركات الروسية، لكنه بالطبع سوف يؤثر في الفترة الحالية على نسبة الإقبال وسيتسبب في إلغاء بعض الحجوزات ويجب على الحكومة سرعة التحرك،لان مثل تلك الأحداث تنسف كل الجهود التي تبذلها مع شركات السياحة لعدة شهور مضت في محاولة استعادة الأفواج الغائبة". وأوضح جمال أحمد محمود، صاحب فندق سياحي ثلاثة نجوم، أن "الفندق يعمل بنصف طاقته من العمالة لإلغاء معظم الحجوزات، ولدى الآن بالفندق ثمانية غرف من إجمالي 40 غرفة، كما أن الأسعار التي يدفعها السائح لا تكاد تذكر، فبدلا من 50 دولارا، الان بدأ سعر الليلة في التناقص إلى 15 دولارا، وكثير من أصحاب الفنادق بدأ في عرض فنادقهم للبيع، وتوقفت المشروعات الاستثمارية والسياحية، ولا ندري ما هى نهاية المطاف؟".