السلطات الأمنية تعتقل أنصار كولن فى عمليات مداهمة ب18 محافظة.. تفاؤل حذر فى إسرائيل بانتهاء الأزمة الدبلوماسية وتطبيع العلاقات مع حكومة «العدالة والتنمية» بعد يومين من فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا بأغلبية صريحة فى الانتخابات البرلمانية، جدد الجيش التركى سلسلة غاراته على مواقع حزب العمال الكردستانى فى العراق وذلك بعد توقف لأسابيع، كما اعتقلت الشرطة العشرات من أنصار الداعية المعارض فتح الله كولن، جاء هذا بالتزامن مع استمرار ردود الأفعال المنتقدة لأجواء العنف السابقة على الانتخابات. ففى كردستان العراق، شنت طائرات سلاح الجو التركى، مساء أمس الأول، وصباح أمس، سلسلة غارات عنيفة استهدفت قرى ومواقع تابعة لحزب العمال الكردستانى على طول الشريط الحدودى بين الإقليم وتركيا فى محافظات أربيل والسليمانية ودهوك. وترافقت الغارات مع قصف مدفعى طال قرى فى دهوك، وأطلقت الطائرات التركية 25 صاروخا على قرى منطقة زيبار الحدودية، وطالت غارات مماثلة مواقع المسلحين الأكراد فى سفوح جبال قنديل، وتسببت الغارات وهى الأعنف من نوعها فى تدمير عدد من المنازل فى القرى المستهدفة وتشريد أهلها. إلى ذلك، اعتقلت الشرطة التركية 35 شخصا على الأقل فى مدينة إزمير من أنصار جماعة الداعية فتح الله كولن، خلال عمليات مداهمة فى 18 محافظة، وأتاحت توقيف شرطيين وموظفين رسميين بشبهة «امتلاك وثائق عسكرية ووثائق سرية» وفقا لوكالة دوغان للأنباء. فى غضون ذلك، توالت ردود الأفعال الدولية المنتقدة لأعمال العنف التى شوهت الفترة التى سبقت إجراء الانتخابات البرلمانية، وكذلك القيود المفروضة على حرية الصحافة ووسائل الاعلام فى تركيا. وقال بيان لرئيس بعثة مراقبى منظمة الأمن والتعاون الأوروبى، أجناسيو سانتشيز أمور، إن «الاعتداءات الجسدية التى تعرض لها أعضاء الأحزاب علاوة على المخاوف الأمنية الخطى قد أثرت سلبا على الحملات الانتخابية. وفى واشنطن، ندد البيت الأبيض ب«الضغوط» وعمليات «الترهيب» التى تعرض لها صحفيون معارضون فى تركيا خلال الانتخابات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست «نشعر بالقلق إزاء تعرض وسائل اعلام وصحفيين معروفين بانتقادهم للحكومة إلى ضغوط وعمليات ترهيب خلال الحملة الانتخابية». وحول انعكاسات فوز العدالة والتنمية على العلاقات التركية الإسرائيلية عبر مسئولون إسرائيليون رفيعو المستوى عن تفاؤل حذر، من أن يؤدى فوز حزب الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان إلى انتهاء الأزمة الدبلوماسية، وتطبيع العلاقات بين البلدين. ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن هؤلاء المسئولين، قولهم أن هناك دلائل على سعى أردوغان للتقارب مع إسرائيل منها تجنبه استخدام دعاية معادية لإسرائيل فى الانتخابات الأخيرة، وتركيزه على الحرب ضد الإرهاب، إلى جانب رفع درجة المفوض الدبلوماسى التركى فى إسرائيل، وهو ما ردت عليه إسرائيل بإجراء مماثل. وبحسب المسئولين الإسرائيليين فإن الظروف قد نضجت لتحقيق تسوية دبلوماسية، فأردوغان نجح فى الحصول على الأغلبية التى كان يرجوها فى البرلمان من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تركيا تخسر على المستوى الاستراتيجى بسبب التوتر المتزايد مع روسيا، والتوتر على الجبهة السورية، وتهديد تنظيم داعش. وأضاف المسئولون الإسرائيليون إن التقارب مع إسرائيل فى هذا الوقت سيضمن لتركيا الحفاظ على الاستقرار فى المنطقة.