دعت جامعة الدول العربية، الأربعاء، إلى تضافر الجهود العربية المشتركة من أجل توثيق وحماية الذاكرة التاريخية للأمة واستعادة الأرشيفات المنهوبة من الدول الاستعمارية خاصة في ظل التحديات الجسيمة التي تواجهها الأمة. جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، أمام الاحتفال بيوم الوثيقة العربية، الذي شهدته الأمانة العامة الأربعاء، بحضور عدد كبير من المسؤولين العرب، ورواد الثقافة العربية. وأشاد «العربي»، في كلمته، بكل الوثائقيين العرب ومؤسسات ودور الوثائق العربية، كما عبر عن شكره وتقديره للشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، لدوره الفعال في تشجيع التفاعل والحوار الثقافي على الساحتين العربية والدولية، ولما له من مبادرات هامة لدعم دور الوثائق والأرشيفات العربية، منوها بدعمه لإنجاز المبنى الجديد لدار الوثائق القومية المصرية بأحدث التجهيزات والأساليب الفنية والتكنولوجية للحفاظ على الإرث الوثائقي المصري. من جانبه، دعا الدكتور فهد بن عبد الله السماري، المستشار بالديوان الملكي السعودي، والأمين العام المكلف بدارة الملك عبد العزيز، في كلمته، لضرورة استغلال مناسبة الاحتفاء بيوم الوثيقة العربية واستثمارها في وضع برنامج عمل فاعل ومؤثر يؤدي إلى هذا المنال، والعمل المطلوب للرقي بأرشيفاتنا، وإبراز وثائقنا، والتعاون بشكل مفتوح مع بعضنا مع البعض، ليس على مستوى تبادل الوثائق فحسب، بل أيضًا الرفع من مستوى العاملين والأنظمة والوسائل والإتاحة للباحثين بشكل واسع ومن خلال وسائل التقنية الحديثة. وقال «السماري»، إن السعودية تعمل اليوم بشكل منظم ومبرمج بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للارتقاء بمستوى العمل الوثائقي، والإفادة من التطورات الحديثة بل وزيادة على ذلك تمكين الإبداع الأرشيفي السعودي والعربي من حيازة مواقع الريادة عالميا. من جهتها، أكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية، أهمية الاحتفال، والذي يأتي للتعريف بمكانة الوثيقة العربية التي تحفظ في طياتها الحقوق العربية القومية العربية وهي القاعدة الأصيلة التي ترتكز عليها هوية الأمم، لافتة إلى أن الاحتفال هذا العام تحت عنوان «جامعة الدول العربية: 70 عامًا» من العمل العربي المشترك. وحذرت «أبو غزالة»، من المخططات الرامية لنهب وتزوير وتشويه تاريخ الأمة العربية، مؤكدة أهمية مشروع توثيق ذاكرة الأمة الذي تقوم به الجامعة العربية حاليًا. من جهته، أشاد وزير الثقافة، حلمي النمنم، في كلمته، بأهمية التعاون العربي المشترك لحماية التراث والثقافة من التشويه والتزييف. كما أشاد «النمنم»، في كلمته التي القاها نيابة عنه شريف شاهين، رئيس دار الكتب والوثائق، بدعم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة للثقافة المصرية ، معربا عن مزيد من التعاون البناء معزالجامعة العربية من اجل توثيق التراث العربي وتعميق التقارب بين شعوب دولها.