صيغة التفاهمات بين الأردن وإسرائيل غامضة وعباس ليس طرفًا فيها.. ومنع غير المسلمين من الصلاة فى الحرم القدسى غير كاف أجمع محللون إسرائيليون على أن التفاهمات التى أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بين الأردن وإسرائيل والتى تتخذ بموجبها تدابير جديدة لوقف العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لن تؤدى إلى تهدئة الأجواء، كما أنها صيغت بطريقة تجعل كل طرف يفسرها على هواه. وأمس الأول، أعلن كيرى فى عمان أن إسرائيل وافقت على اتخاذ تدابير من أجل تهدئة الأوضاع فى محيط المسجد الأقصى، أهمها «الابقاء على الوضع القائم» فى المسجد، ولا سيما منع غير المسلمين من الصلاة فيه، ومراقبة الحرم القدسى بالكاميرات. وفى موقع «والا» الإخبارى، كتب آفى يسساخروف إن طبيعة هذه التفاهمات ليست واضحة تماما، وتعتمد على تفسير كل طرف لها، فعلى حين سربت مصادر فلسطينية أن كيرى نقل لملك الأردن تعهدا باسم نتنياهو بعدم إصدار مناقصات جديدة لبناء مستوطنات فى الضفة الغربية، ردت مصادر سياسية إسرائيلية بأنه لم يصدر أى تعهد بذلك. وأضاف يسساخروف أن الأمر ليس واضحا أيضا فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، صحيح أن إسرائيل ستنصب كاميرات مراقبة فى الحرم على مدى الساعة ونقل الصور مباشرة إلى الوقف الإسلامى، لكن من الصعب تصديق أن الكاميرات ستخفض مستوى التوتر، لأن هناك بالفعل كاميرات توثق ما يحدث داخل الحرم. ونقل يسساخروف عن أعضاء فى اليمين الإسرائيلى المتطرف قولهم إن شيئا لن يمنع اليهود من الصلاة فى «جبل الهيكل» أقدس مكان لديهم فى العالم، وأن الواقع فى المسجد الأقصى لا تحدده خطابات أو تعهدات دولية، ولكن تحدده الوقائع على الأرض. وفى الاتجاه نفسه كتب رون بن يشاى محلل الشئون العسكرية فى صحيفة يديعوت أحرونوت أن التفاهمات لن تؤدى إلى تهدئة فورية لما أسماه موجة «الإرهاب»، فموجة الطعن والدهس والزجاجات الحارقة يغذيها الرعب والخوف اللذان يربكان الحياة فى إسرائيل، ويمثلان حافزا للشباب الفلسطينى. ولفت بن يشاى أيضا إلى أن التفاهمات صيغت بمصطلحات غامضة وليس بمصطلحات قانونية واضحة، فضلا عن أن كيرى أعلن أن التفاهمات المتعلقة بالمسجد الأقصى تمت بين نتنياهو والملك الأردنى، عبدالله الثانى، أى أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس ليس طرفا فيها، ومن ثم ليس ملتزما بها. وخلص بن يشاى إلى أن الاتفاق جيد بالنسبة لإسرائيل، لكن مازال من المبكر النظر إليه على أنه سيضع حدا لما أسماه «انتفاضة الفيسبوك» لأن «موجة الإرهاب الحالية» لديها قوة الدفع الخاصة بها. وفى صحيفة هآرتس رأى المحلل نير حاسون أن هناك العديد من العلامات المثيرة للقلق حول استمرار العنف، فإعلان نتنياهو الصريح، أن المسلمين يصلون فى الحرم القدسى وغير المسلمين لهم حق الزيارة، ليس كافيا لتحقيق التهدئة. ولفت حاسون إلى أن العام الماضى، وفى أعقاب موجة عنف مماثلة، وافق نتنياهو خلال لقاء مع الملك الأردنى عبدالله فى عمان على سلسلة من الإجراءات لتهدئة التوتر فى الأقصى، لكن هذه التفاهمات لم تكتب كما يفضل الطرفان، فإسرائيل تريد التعمية على التزاماتها ومنع ضغوط اليمين، أما الأردن فتفضل عدم الاعتراف بأن لإسرائيل وضعا قانونيا فى القدس.