اختتمت، مساء الثلاثاء الماضي، بمقر المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بمدينة الشيخ زايد بمصر، فعاليات التحكيم النهائي لمسابقة «الباز للقدرات العربية للتنمية والابتكار» التي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأسفرت نتائجها عن فوز ستة مشاريع مصرية في مجالات المياه والطاقة والصحة والزراعة. وأعلن الدكتور عبد الله النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، (مقرها الرئيسي في الشارقة بالامارات، ومقرها التنفيذي في مدينة الشيخ زايد بمصر)، عن أسماء المشاريع التي فازت في المسابقة، موضحًا أن عملية التحكيم أجريت وفق قواعد علمية وبحثية واستثمارية علي أعلي مستوى لاختيار المشاريع الفائزة وفقاً للهدف المحدد والمعلن عنه منذ إنطلاق المسابقة. وهو إيجاد حلول فعليه لمشكلات تعاني منها مصر، وأن لجنة التحكيم راعت في تحكيمها أن تكون المشاريع قابلة للتطبيق وتضع أساليب وحلول فعلية للمشكلات في المجتمع المصري، وضمت لجنة التحكيم كلا من الدكتورة غادة عامر نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور حسن عزازي أستاذ الكيمياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ورجل الأعمال المصري عبد الرازق خليفة. وأضاف رئيس المؤسسة، أنه سيتم منح خمسة من المشاريع الفائزة فرصة للسفر إلي الإمارات، شرط أن تكون مشاريعهم ذات طبيعة استثمارية، لعرضها على المستثمرين ورجال الأعمال العرب، وذلك في مؤتمر اقتصادي سيقام في شهر نوفمبر القادم في الإمارات، كما أن المؤسسة ستتكفل باستخراج التأشيرات اللازمة لهم، وتوفير تذاكر السفر وإقامتهم خلال فترة المؤتمر، هذا يعد بمثابة جزء من الجائزة التي تم الإعلان عنها خلال فعاليات المسابقة. وقالت الدكتورة غادة عامر نائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن المشاريع الفائزة تم اختيارها من بين 303 مشروعًا تقدموا للمسابقة منذ إنطلاقها في شهر فبراير الماضي، وتم تصفيتهم على عدة مراحل حتى الوصول لأفضل المشاريع من حيث التطبيق والجاهزية والاقرب للانطلاق، حتى تنافس على المرحلة النهائية 14 فريقًا مصرياَ يضم 28 رائد أعمال مصري، أسفر عن فوز ست مشاريع وهي: المشروع الأول: «شركة لتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي»، وهي شركة تعمل علي تنقية وتحلية المياه وكذلك معالجة مياه الصرف الصحي، وذلك بتطوير معرفة تكنولوجية في مجال التعقيم، وقاما بتطوير جهاز يقوم بإنتاج مخلوط الأكسدة من خلال التحكم في نوعية الأقطاب المستخدمة ونوعية الملح المستخدم يمكن إنتاج محلول مخلوط أكسدة لا يحتوي على كلور الضار بالصحة العامة، وإن مخلوط الأكسدة يحتوي على فوق أكسيد الهيدروجين والأوزون الذائب؛ مما يعني التوافق التام مع المتطلبات حماية البيئة والصحة العامة. المشروع الثاني: «شركة لانتاج جهاز للتحكم في توزيع الطاقة الكهربائية وترشيدها»، وهو عبارة عن جهاز يتيح للمراقبين وأصحاب المنشأت المراقبة والتحكم في كمية الكهرباء وتوزيعها داخل أقسام المنشاة المختلفة، وكذلك ضبط احتياجات كل قسم بما يكفية من الكهرباء دون الإهدار، فالجهاز يعمل على ترشيد استهلاك الكهرباء والتحكم من خلال غرفة مراقبة لتوزيع الكهرباء. المشروع الثالث: «مشروع لإنتاج جهاز الحمام المحمول المصري»، وهو عبارة عن جهاز طبي مبتكر يتم ارتدائه من قبل المستخدم تحت الملابس، ومثبت بشكل جيد على الجسم.. يمكنه من القيام بالتبول والطهارة في أي مكان ومصمم بحيث لا يراه أحد. المشروع الرابع: «مشروع شركة لحقن النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء»، وهو عبارة عن جهاز هيدروليكي يدوى يقوم بحقن النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء للقضاء عليها وشفاء النخلة المعرضة للموت بسبب الإصابة، كما يستطيع علاج النخيل المصاب سواء قاعدي قريب من الأرض أو في قمة النخلة. المشروع الخامس: «مشروع شركة لإنتاج جهاز مبتكر لتجفيف الفواكه والخضروات»، وهو مشروع جهاز يقوم بتجفيف المحاصيل للاستفادة منها في الموسم التي لا تزرع فيها لتجنب تلف المحاصيل أثناء التخزين لمواسم أخرى، أو التصدير وأيضاً لتخزين الخضروات والفاكهة لتفادي ارتفاع أسعارها في المواسم الغير موجوده بها. المشروع السادس: «مشروع لجمع وفرز القمامة وإنتاج السماد العضوي»، هو ابتكار تصميم صندوق للقمامة يتمتع بنظام تكنولوجي جديد يحل المشكلة القديمة، وهي انتشار القمامة بجوار الصندوق مما يساعد علي تجمع الحشرات والفطريات، النظام الجديد عبارة عن صندوق دائري الشكل غاطس في باطن الأرض ويكون مرتفع عن السطح قيمة 70 سم ليكون سهل الاستخدام لكبار السن والأطفال، ويمكن إضافة القمامة له من أي اتجاه وارتفاعه، كما يحتوي الصندوق على حساسات يقوم من خلالها بإخطار الشركة بإمتلاء الصندوق، ويقوم الفريق بتجميع القمامة من المنازل أو الصناديق في عربات ثم يقوم بإيصالها إلى مركز الفرز. وتشير الدكتورة غادة عامر إلى أنه سيتم الإعلان عن المراكز الثلاثة الأولى في الحفل النهائي للمسابقة الذي سنحدده في موعد لاحق، والتي سيتم منحهم فيه مكافأت مالية وشهادات تقدير، أما في الوقت الحالي يتم العمل علي ربط الفائزين مع مستثمرين عرب من أجل إطلاق شركاتهم الجديدة لخدمة المجتمع، هذا ما كانت تهدف إليه المسابقة منذ انطلاقها والإعلان عن شروط المشاركة بها، كما أنه من الضروري أن يكون إنتاج الباحثين المصريين ملبيا لاحتياجات المجتمعات والاقتصاديات المصرية، كما أن الفائزين سيمثلون مصر بدولة الإمارات، خلال المؤتمر الاستثماري الذي يقام الشهر القادم، فضلاً عن فتح المجال لهم لعرض مشاريعهم وأفكارهم على المستثمرين العرب، وممثلي صناديق رأس المال والشركات الساعين لضخ استثمارات في الشركات الناشئة الابتكارية، مما سيتيح لهم إنشاء شركاتهم الخاصة التي تنمي الاقتصاد المصري، وتحل معضلات تنموية في جمهورية مصر العربية. من جانبه، قال الدكتور فاروق الباز، العالم المصري المعروف وعضو مجلس العلماء والخبراء المصريين وعضو المجلس الاستشاري للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن مصر الآن في عهد جديد، يدعو للتفاؤل والعمل في ظل حكومة جديدة منفتحة علي الجميع، وداعمة للشباب، وأدعوا جميع الهيئات والمؤسسات المهتمة بالأفكار الجديدة بأن تمد يدها لمثل هؤلاء المبتكرين، ليس في مصر فحسب بل في جميع الوطن العربي، من أجل النهوض ببلادنا العربية وإثبات أن الشباب العربي قادر على فعل المعجزات وتخطي الصعاب. وفي نفس السياق، ترعي مسابقة الباز للقدرات العربية للتنمية والابتكار كلا من مؤسسة منصور للتنمية، مؤسسة شورى للتنمية، جامعة النيل، الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة بجامعة أسيوط، ووزارة التعليم العالي المصرية.