كوارث الحج.. بقع سوداء فى الثوب الأبيض

- بدأت بسقوط الرافعة وانتهت بفاجعة «منى».. وضيوف الرحمن يدفعون الثمن
كل الدلائل تشير إلى أن موسم الحج هذا العام جاء مفاجئا للجميع بحوادث وإجراءات لم تكن فى الحسبان، الأمر الذى ضاعف من الإحساس بالحزن والمشقة لدى عدد كبير من الحجاج. وبدأ الموسم بحادث الحرم المكى المروع بسقوط إحدى الروافع، الذى راح ضحيته 107 حجاج وإصابة 49 آخرين من ضيوف الرحمن من جنسيات مختلفة، تلاه حريق هائل بأحد فنادق منطقة العزايزية تم على أثره إخلاء اكثر من 1200 حاج من أماكن إقامتهم، وآخر تلك الحوادث فاجعة منى التى راح ضحيتها حتى الآن أكثر من الفى شهيد ومصاب من بين ضيوف الرحمن بسبب التدافع والضغط بين المجموعات المتقابلة فى مسارات ضيقة.
ولم يفارق هذا المشهد الأذهان خاصة هؤلاء الذين كتبت لهم السلامة وسط هذا الزحام الرهيب.
كل هذه الحوادث وغيرها من الظواهر والإجراءات السلبية مثل تطبيق المسار الإلكترونى لأول مرة فى منظومة سفر واستقبال الحجاج دون إجراء أى تدريبات مسبقة لطواقم التشغيل، الأمر الذى أدى إلى الانتظار فى موانئ الوصول بالسعودية لأكثر من 15 ساعة بجانب ظاهرة الافتراش فى منى وعرفات، وهى ظاهرة قديمة لم تجد السلطات السعودية حلولاً ناجزة لها حتى الآن. وظهرت عمليات الافتراش بشكل مبالغ فيه أسفل جسر رمى الجمرات، وأعاقت سير ضيوف الرحمن لاستكمال مناسكهم بالإضافة إلى صعوبة تعرف الحجاج عن مخيماتهم بمنى وعجز البعض الآخر عن الوصول إلى أماكنهم، كما أن بعض الحجاج المصريين، لم يتمكنوا من تأدية المناسك بشكل جماعى وفرقتهم الأحزان بسبب وجود مجموعات فى مكة وأخرى فى منى.
هذه الحوادث ألقت بظلالها أيضا على الشكل النهائى لموسم الحج بل أخذت من رصيد الجهود الكبيرة المبذولة لإنجاح الموسم سواء من السلطات السعودية أو من بعثات الحج المختلفة بالدول الإسلامية لأن العبرة دائما بالمنتج النهائى لأى عمل أو نشاط، فإذا ما قورن هذا الموسم بمواسم سابقة سيكون بالطبع هو الأسوأ.