فى وقت تكاد تخلو فيه بعض شوارع المحافظات التى ستجرى فيها المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المقبلة، من لافتات دعاية المرشحين، تطرح فيه الساحة الإلكترونية نفسها للمنافسة بين المرشحين، ما يعطى مؤشرا حول طبيعة استخدام سلاح السوشيال ميديا فى المعارك الانتخابية المقبلة. البيئة الإلكترونية ظلت حاضنة للأنشطة السياسية للحركات الثورية طوال السنوات التى سبقت وتلت ثورة 25 يناير، وأصبحت أكثر جذبا لأنشطة المرشحين للانتخابات النيابية والرئاسية فى السنوات الأربع الماضية، نظرا لزيادة عدد مستخدمى فيسبوك فى مصر إلى نحو 22 مليون مشترك. «فيسبوك أسرع أسلحة المرشحين انتشارا»، هكذا يبرر هيثم الحريرى، المرشح الشاب عن دائرة محرم بك بمحافظة الإسكندرية، هجرة بعض المرشحين إلى ساحات التواصل الاجتماعى، إذ يعتمد بنسبة كبيرة على الأصوات التى يستقطبها من خلال الدعاية الإلكترونية. يعلم الحريرى جيدا أن انتشاره إلكترونيا فى صفحات أهالى الإسكندرية سيدخر جهدا كبيرا فى رحلة البحث عن أصوات الناخبين، وهو ما يعلق عليه: الفيسبوك يضمن لك الانتشار من الإسكندرية إلى أسوان وليس من دائرة إلى أخرى ». الحريرى أرجع لجوء عدد كبير من المرشحين إلى دعاية السوشيال ميديا، إلى قلة التكلفة مقارنة بالدعاية التقليدية التى تكبدهم أموالا طائلة فى الإنفاق على المؤتمرات، حيث تبدأ تكلفة شراء صفحات حملته الانتخابية على الفيسبوك ب5 دولارات ولا تزيد على 50 دولارا فى اليوم الواحد. ومن المتوقع أن تزيد نسبة استخدام مرشحى الانتخابات البرلمانية المقبلة لدعاية السوشيال ميديا بنحو 50% على معدل استخدامها فى الانتخابات البرلمانية السابقة، كما يقول أحمد عفيقى مؤسس إحدى شركات الدعاية المتخصصة فى السوشيال ميديا والحملات الانتخابية. عفيفى يرجع هذه النسبة إلى زيادة عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر على ذى قبل، علاوة على إدراك الأجيال الأقدم لقيمة فيسبوك، كونه أداة أسياسية لا غنى عنها فى التواصل السريع والمباشر. يقول محمود العشرى، مرشح حزب النور عن دائرة العياط بالجيزة، إن وجوده مهم للغاية لاتجاه المزاج العام بين الشباب حتى 45 عاما إلى مواقع التواصل الاجتماعى. وبدا لافتا اعتماد «النور» بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى سواء فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب فى دعايته الانتخابية. «سلاح السوشيال ميديا هو الأرخص من بين وسائل الدعاية الانتخابية من خلال عدد محدود من الكلمات والصور»، هكذا يرى الدكتور يسرى العزباوى، مدير وحدة النظم الانتخابية بمركز الأهرام الاستراتيجى، عن لجوء المرشحين لاستخدام الدعاية الإلكترونية، كونها تخاطب فئة معينة ودوائر محددة راقية من حيث المستويين التعليمى والاجتماعى. يضيف العزباوى أن «السوشيال ميديا» سلاح الطبقات الراقية أكثر منه فى المناطق ذات التفاصيل الشعبية، وهو ما يتبين فى دعاية الشخصيات العامة عنه فى المرشيحن المستقلين، حيث إن المصوتين فى الأماكن المهمشة لا يصلون إلى الدعاية الحديثة، ولا يحركهم إلى صناديق الاقتراع إلا الشخصيات المؤثرة بانتشارهم فى نطاق الدائرة. هيثم الحريرى