باحث فى «كارنيجى»: حفتر حقق نجاحا فى بنغازى وبات الرجل الأقوى فى ليبيا.. والرغبة فى الاستقرار تدفع الليبيين لقبول حاكم قوى فشل الجهود الأممية فى التوصل لاتفاق بين فرقاء البلاد قبل نهاية ولاية مجلس النواب أواخر الشهر الحالى يدفع بالجنرال إلى واجهة السياسة قال الباحث البارز فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، فريدريك ويرى، إنه بينما تناقش حكومتى طبرق وطرابلس المتنافستين المسودة النهائية لخطة السلام التى ترعاها الأممالمتحدة، يسيطر الشك والريبة على المزاج العام فى مدينة بنغازى، مهد الثورة ضد نظام العقيد الراحل، معمر القذافى. ودلل ويرى على تلك الحقيقة فى مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية»، أمس الأول، بما شهدته بنغازى من قتال عنيف الأسبوع الماضى، بعدما شن تحالف يضم الجيش الوطنى وقوات الشرطة والميليشيات القبلية ومتطوعين، حملة لطرد الإرهابيين ومقاتلى تنظيم داعش من معاقلهم بها. وذكر ويرى أن «الكثير من أهالى ليبيا يروا أن تلك المعركة باتت منسية إلى حد كبير ويساء فهمها من قبل المجتمع الدولى، فهم يعتقدون أن محادثات الأممالمتحدة تهدف لإضفاء الشرعية على الإسلاميين فى طرابلس، الذى يتهمونهم بدعم الجهاديين فى بنغازى». وأوضح الباحث أن خليفة حفتر هو الرمز الليبى الأقوى على الساحة حاليا، لافتا إلى ما شاهده بنفسه لدى حضوره اجتماعا حاشدا فى ليبيا، ضج الحضور بالتصفيق فور ذكر اسم الفريق أول خليفة حفتر. ولفت ويرى إلى أن «حفتر لم يتوقف عند هذا الحد بل حاول جلب الحرب إلى طرابلس وإسقاط حكومتها وفصائل الإسلاميين، وكان هذا التهديد الذى ساهم فى تقسيم البلاد، ما دفع أنصاره للتسائل اذا كان قد ذهب بعيدا جدا عبر تسمية الميليشيات أكثر اعتدالا بأنهم إرهابيون». وذكر الباحث أنه «عندما التقى حفتر العام الماضى، كان احتقاره للإسلاميين السياسيين من جميع المشارب واضحا، بقوله: هناك ثلاثة خيارات بالنسبة لهم وهى فى الأرض (دفنهم)، أو فى السجن، أو خارج البلاد». وأكد ويرى أن حرب حفتر حققت بعض التغييرات الواضحة فى بنغازى منذ اطلاقه حملة عسكرية منذ عدة أشهر، فقد انخفض عدد الاغتيالات بشكل كبير، وباتت الآن آمنة نسبيا ليل، فالمقاهى محتشدة بالشباب، فيما يلعب آخرون كرة القدم تحت الاضواء الكاشفة. وأشار الباحث الأمريكى إلى مخاوف لدى الليبيين بشأن الديمقراطية، بعد قيام مليشيات موالية لحفتر بمنع رئيس الوزراء من مغادرة البلاد وإطلاق عملية عسكرية فى بنغازى عشية الموعد النهائى للأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما يبدو أنه يأتى لتخريب المحادثات». وأوضح الباحث أن البعض يخشى من أنه إذا لم تكن هناك أى حكومة وحدة وطنية مع انتهاء ولاية برلمان طبرق فى أواخر أكتوبر، أن ينشئ حفتر مجلسا عسكريا لحكم الشرق أو ممارسة قدر أكبر من السلطة وراء الكواليس، لافتا أيضا إلى أن البعض الآخر يقبل بقبضة رجل قوى، طالما أنه يمكن أن يعيش فى سلام، مستشهدا بقول والدة أحد أصدقائه: «اقطع أصبعى قبل أن أصوت فى انتخابات أخرى».