رغم الوظائف المتخصصة التى تمارسها العناصر الغذائية منفردة فإن هناك منظومة أخرى من الوظائف المشتركة التى قد يشترك فيها عنصران معا ليدعما وظيفة بيولوجية واحدة أو يشترك عدد لا نهائى من العناصر ليتم دورة واحدة من دورات البناء أو الهدم التى تدور فى جسم الإنسان تمنحه الطاقة والقدرة على مواصلة الحياة. من تلك العناصر التى تجمعها شراكة فى العمل النياسين والتربتوفان. النياسين Niacin B3: هو أحد عناصر عائلة فيتامين ب المركب ويحمل رقم ثلاثة «ب3» بينها. ويتكون من عنصرين يوجدان فى الطبيعة يعرفان بحامض النيكوتين والنيكوتين أميد «Nicotinc Acid and Nicotinamide». تأتى أهمية النياسين من كونه جزءا مهما من تفاعلات الإنزيمات خاصة تلك التفاعلات التى تدفع ذرات الأكسجين من الدم إلى الأنسجة وهى بلا شك عملية بالغة الأهمية لحيوية الأنسجة وأعضاء الجسم بالكامل. يأتى النياسين إما فى صورته الطبيعية كما يوجد فى اللحوم الحيوانية أو متحولات من الحامض الأمينى التربتوفان الذى يستمد من منتجات الألبان بكل أنواعها ومن الحليب بالطبع. نقص النياسين ينشأ عنه مرض البلاجرا الذى انقرض تقريبا الآن ويتميز بجفاف الجلد إلى حد كبير ونوبات الإسهال المتكررة والطفح الجلدى والعقد فى الحالات القارية. يضاف النياسين لأنواع السيريال المختلفة وأنواع المخبوزات والخبز الإسبانى «التورتيلا» بصورة تلقائية خوفا من نقصانه فى الطعام عامة. التربتوفان Treptophane: أحد الأحماض الأمينية «الوحدة الأساسية للبروتينات» التى لا يصنعها الجسم بنفسه إنما يستمدها الإنسان من الغذاء خاصة الدواجن والديكة الرومية. التربتوفان هو حجر الزاوية فى تخليق العديد من المواد المهمة فى الجسم منها على سبيل المثال السيروتينونين المسئول عن الحالة المزاجية للإنسان والنياسين «ب3». حتى أنه وإلى حد قريب كان مرض البلاجرا ينسب إلى نقص التربتوفان إلى أن ثبت أنه ناشئ عن غياب النياسين الذى يستمد الجزء الأكبر منه فى الجسم من التربتوفان. قد يستعمل النياسين لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم. جرعة كبيرة من النياسين يمكنها العمل على تخفيض نسبة الكوليسترول الردئ LDL ودعم نسبة الكوليسترول الحميد HDL لكن تلك الجرعة الضخمة اللازمة تتعدى الجرعة اللازمة يوميا من النياسين التى تقف عند حدود 16 مليجراما للرجل، 14 مليجراما للمرأة. الأمر الذى قد يؤدى إلى ارتفاع نسبة إنزيمات الكبد ومستويات الجلوكوز فى الدم. مع استمرار تناول جرعات كبيرة من النياسين قد يصاب الإنسان بخلل فى منسوب السكر وحامض اليوريك، الأمر الذى يحتمل الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى أو مرض النقرس بنوباته المؤلمة. قد يطال الكبد أيضا بعض من المضاعفات التى تؤثر على عمله.