فى العام المقبل، تقام مباريات كأس العالم لكرة القدم فى أفريقيا للمرة الأولى، ولكن شعور ايوشن زيتس الرئيس التنفيذى لشركة «بوما» حول المباريات يشابه إحساس الثقة والاطمئنان الذى ينتاب من يلعب مباراة على أرضه. ويقول الرئيس التنفيذى لشركة الملابس الرياضية إن العلامة التجارية الرائدة فى ملابس كرة القدم تهدف إلى زيادة مبيعاتها، وإنتاجها، ومواردها على نحو كبير فى أفريقيا، خلال السنوات المقبلة. وأضاف زيتس «سوف تكون إقامة البطولة فى جنوب أفريقيا مباراة على ملعبنا. فليس هناك من لديه فهم عميق للسوق الأفريقية مثلنا». وفى العام الماضى بلغت عائدات المبيعات فى القارة نحو ثلاثة فى المائة من إجمالى إيرادات الشركة البالغ 2.5 مليار يورو (30% مليار دولار). غير أن مبيعات الشركة من الكرات، والأحذية، والملابس الرياضية تتضاعف كل عامين فى أفريقيا، ويتوقع الرئيس التنفيذى للشركة أن تواصل إيرادات بوما ارتفاعها فى القارة البالغ عدد سكانها مليار نسمة تقريبا، بمعدلات أسرع منها فى أى مكان آخر. وربما لا يكون لدى بوما، التى تحاول تعويض تراجعها أمام الشركتين المنافستين لها أديداس ونايك على المستوى العالمى، ميزانية تسويق ضخمة لكأس العالم كمنافساتيها. لكنها ترعى 11 فريقا أفريقيا، فضلا عن صامويل إيتو، نجم فريق الكاميرون. وتقترن مشاعر زيتس الخاصة نحو أفريقيا حيث يمتلك مزرعة فى كينيا بطموحات بوما هناك، وهو يقول إن ثالث أكبر شركة للمنتجات الرياضية فى العالم تهدف إلى زيادة إنتاجها فى أفريقيا إلى أكثر من مليون قطعة عام 2010 مقابل 750 ألف قطعة فى العام الحالى. وتدعم بوما مبادرة «قطن صنع فى أفريقيا»، التى تهدف لتحسين معيشة مزارعى القطن الأفريقيين. كما ترغب فى زيادة كمية القطن الذى تحصل عليه من أفريقيا من ثلاثة فى المائة إلى عشرة فى المائة على الأقل خلال الأعوام المقبلة. وتترقب الشركة إقامة مباريات كأس العالم فى جنوب أفريقيا العام المقبل، حيث لم يشهد العام الحالى أى أحداث رياضية ترفع الإيرادات. وتوقعت أديداس تحقيق مستوى قياسى آخر من مبيعات كرة القدم فى عام 2010، غير أن ريتس يشعر بالقلق من زيادة التوقعات أكثر من اللازم بالنسبة للعام المقبل. ويحذر قائلا: «من الممكن أن تحقق بعض الانتعاش، لكنها لا تستطيع أن تعوض ضعف الاقتصاد العالمى». وتقلصت أرباح بوما إلى الصفر تقريبا خلال الربع الأول من العام، مع إطلاقها برنامج إعادة هيكلة بتكلفة 110 ملايين يورو. غير أن أرباحها انتعشت إلى63 مليون يورو بارتفاع طفيف عن نفس الفترة من العام السابق فى الربع الثانى، وزادت الإيرادات بنسبة أربعة فى المائة إلى 600 مليون يورو. وقال محللون إن بوما، التى تملك مجموعة بى بى آر الفرنسية لمبيعات التجزئة والسلع الفاخرة حصة الأغلبية فيها، صمدت أمام الهبوط الاقتصادى على نحو أفضل من منافستيها. ويقول كريستوف دوليشال المحلل فى كوميرزبنك «استغلت بوما سنة الخسائر فى سوق السلع الرياضية لضغط التكاليف، على الرغم من أن الربحية لم تعان بصورة كبيرة. وعلى النقيض، اضطرت أديداس لاستبعاد إعادة الهيكلة بسبب مشكلات متنوعة أدت إلى انخفاض حاد فى الأرباح». وسوف يستكمل برنامج إعادة الهيكلة بشكل كامل بحلول نهاية العام، وينجم عنه توفير نحو 150 مليون يورو سنويا. ويوضح زيتس: «بعد 14 عاما من النمو، تمر الشركة بمرحلة تدعيم». وقد أمضى زيتس على رأس الشركة 16 عاما، وهو واحد من أطول رؤساء الشركة التنفيذيين الألمانيه عهدا، على الرغم من أنه لم يتجاوز 46 عاما. وفى العام الحالى، أطلقت بوما تشكيلة من الملابس البحرية، لتنافس مجموعة متنوعة من المنافسين مثل هيلى هانسن ونورث فيس. وفى محاولة لكسب الاعتراف للعلامة التجارية، أنفقت بوما حوالى 20 مليون يورو لرعاية سباق «فولوفو أوشن»، وهو من أصعب السباقات البحرية فى العالم. ويتوقع زيتس أن تقفز إيرادات بوما من خارج ألمانيا إلى عشرة ملايين يورو فى العام الحالي، لكنه يقول إنها ستزيد بسرعة ويضيف «فى الأجل الطويل، نهدف إلى تحقيق مائة مليون يورو». وسوف تركز بوما فى الوقت الحالى على ملابس البحرية. ولكن الرئيس التنفيذى للشركة يقول إن إطلاق ملابس للنزهة يمكن أن يكون اختيار المستقبل. ويضيف مبتسما «بوما تعيش فى الجبال بسهولة، لهذا لا أستطيع أن استبعد هذا فى المستقبل».