• د. لمياء محمود: التطوع ينقذنا من البيروقراطية ويفسح المجال لأصحاب المواهب • المخرجة: لم يصدقنا أحد أننا قادرون على تقديم مسلسل كارتونى مسموع.. والمؤلف: لجأنا للإذاعة لصعوبة تنفيذ أفكارنا تليفزيونيا لم يكن خطأ مطبعيا.. حينما أرسلت شبكة صوت العرب بيانا صحفيا تؤكد فيه انتاجها لأول مسلسل كارتون بالاذاعة يحمل اسم «نعمان ودنجا»، وبعد أن أكدت د. لمياء محمود، رئيس الشبكة، فى تصريحاتها، ل«الشروق»، صحة الخبر، وأن الإذاعة فعلا بصدد إنتاج مسلسل كارتونى إذاعى. واعترفت د. لمياء بأنها لم تصدق الموضوع حينما عُرض عليها فى البداية، وابدت اندهاشها من كيفية تحقيقه على ارض الواقع كما اندهش كل من قرأ الخبر أو سمع عنه، فمن المعروف ان الكارتون يعتمد على الصورة بالمقام الاول فكيف يتم تحويله لعمل إذاعى! وقالت: «طلبت من أصحاب الفكرة عمر عسران، ومحمود عمر، والمخرجه سعدية حسين تقديم حلقة بايلوت للتأكيد من قدرتهم فى تحقيق ما وعدونى به، وبالفعل استمعت لإحدى حلقات «نعمان ودنجا»، وانبهرت بالنتيجة، ووجدت نفسى أمام مواهب فنية حقيقية، نجحوا أن يدفعونى لتخيل قصتهم الكارتونية وأرسم فى خيالى شخصيات الحلقة، كما يحدث مع أى مسلسل درامى اذاعى، وعلى الفور وافقت وطلبت منهم الاستمرار. واضافت: ساعدنى فى اتخاذى هذا القرار ان فريق العمل تنازلوا جميعا عن اجورهم، وهو ما جعلنا نهرب من أى بيروقراطية قد تواجهنا من ضرورة اعتمادهم كممثلين بالاذاعة وعرض النص على لجنة قراءة النصوص أو غيرها من الاجراءات المتبعة بالاذاعة، فنحن لم نتكلف مليما واحدا، والبرنامج نال موافقة برامجية من داخل الشبكة وفقا للسلطات الممنوحة لى، واستطعت ان اضيف لخريطة برامجى برنامجا مختلفا لشباب يعبر عن جيل نحن بحاجة للتواصل معه، وفتح لى المجال لتكرار التجربة مع اصحاب مواهب أخرى. واستطردت: افكر بشكل جاد فى الاستفادة من مواهب هؤلاء الشباب وعمل مسلسل درامى كوميدى بطولتهم، لايمانى الشديد بموهبتهم، واخشى ان يتخطفهم منتجو الداما ونخسرهم. من ناحيتها، قالت سعدية حسين مخرجة المسلسل: هذه ليست المرة الاولى التى يتطوع فيها هؤلاء الشباب للعمل بالاذاعة بدون مقابل، فقدمنا معا مسلسل «تويا ويويا» وهو مسلسل سيمى دراما بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، وكنا من خلاله نروج للسياحة الداخلية بمصر بشكل مختلف عن البرامج الاخرى تماما، ومسلسل «عمو عرب والمارد مملوك» والذى يهدف لترويج السياحة العربية بطريقة متميزة نالت رضا واستحسان قاعدة كبيرة من الجمهور العربى خاصة ان صوت العرب المحطة الاذاعية الاكثر شهرة فى المنطقة العربية كافة. وقالت: بداية التعاون مع هؤلاء الشباب جاء مصادفة حينما كنت اسجل حلقة من احد برامجى الاذاعية، وتقابلت مع د. ممدوح فاروق رئيس جمعية وصف مصر، وعرض على فكرة تقديم اعمال بشكل درامى تروج لمصر، بالتعاون مع فريق عمل من الشباب على اعلى مستوى من الكفاءة والموهبة، والتقطت الفكرة وعرضتها على رئيس شبكة صوت العرب التى رحبت بشدة وبدأنا العمل. واضافت: كثيرون تشككوا فى قدرتنا على تقديم عمل كارتونى مسموع، ولكنى كنت واثقة من النجاح فالشابان عمر ومحمود يتمتعان بخفة ظل وقدرة كبيرة فى تقليد الاصوات الكارتونية، وكانوا بحاجة لترجمة افكارهم واختاروا الاذاعة لانها الاصل وتمثل لهم تحدى بالرهان على خيال المستمع، وبعد اذاعة الحلقات الاولى وبدانا فى تلقى ردود افعال رائعة نفكر بشكل جاد حاليا فى تسويق الفكرة. من جانبه قال عمر عسران: الاذاعة لم تكن اختيارنا الاخير فى تنفيذ فكرتنا كما ردد البعض، بل بالعكس تماما كانت اختيارنا الاول، فنحن نعلم جيدا صعوبة تنفيذ افكارنا تليفزيونيا نظرا للتكلفة الباهظة لهذه النوعية من الاعمال، وعليه يندر بشكل كبير فى مصر انتاج اعمال كارتونية، رغم انها عالميا تحقق ايرادات تفوق أى عمل منافس آخر، إلى جانب اننا نؤمن ان الراديو لايزال محتفظا بجمهوره، فمع كل الضجيج التليفزيونى حاليا، الناس تلجأ للراديو، ولى تجارب على ارض الواقع مع كثير من الناس العاديين الذين اكدوا ان الراديو لا يفارقهم خاصة وانه من السهل الاستماع له عبر الهواتف المحمولة. وأكمل حديثه: لم نشعر بأى ضيق من فكرة التنازل عن الاجر، فما كان يشغلنا هو ان يصل إبداعنا للجمهور، وحينما بدأنا فى تسجيل الحلقات وتواجدنا باستوديوهات الاذاعة، التقينا بعدد من نجوم الفن وعلمنا منهم انهم تنازلوا عن حقوهم المادية نظرا للظروف الصعبة التى تمر بها الاذاعة المصرية، وكان من بين هؤلاء الفنانين عبدالرحمن ابوزهرة الذى تحدث معنا عن علاقته الطويلة القوية بالاذاعة وعشقه للميكروفون وآخر ما يفكر فيه هو الاجر الذى يتقاضاه ولا يجد أى مشكله فى التنازل عن اجره للعمل خلف الميكروفون. وقال: هناك خطوات حاليا لتسجيل افكارنا للحفاظ على حقوق ملكيتنا الفكرية لها، مع وجود محطات إذاعية خاصة عديدة ومنافسة للاذاعة المصرية، والتى تراهن على كل ما هو مختلف وجديد لجذب المستمعين.