- توقعات بمداهمة القوات الإسرائيلية للقرية الفلسطينية خلال أيام لضمها للكتل الاستيطانية.. ومتطوعون أجانب يستعدون للدفاع عنها لم تكن ثلاثة عقود من محاولات الهدم والتجريف والتهجير كافية لأن تستسلم سوسيا، القرية الفلسطينية الصغيرة الواقعة جنوبى الضفة الغربية، للمساعى الاستيطانية الإسرائيلية المتواصلة. فرغم التهديدات والاقتحامات المتوالية، صمدت القرية التى يسكنها 340 شخصا، وباتت رمزا لمعاناة وصمود الفلسطينيين فى وجه الآلة الاستيطانية، قبل أن تستحوذ على الاهتمام العالمى فى الأيام الماضية، مع تزايد احتمالات قيام قوات الاحتلال بمداهمة القرية فى الأيام القليلة المقبلة. وبدأت الحلقة الأخيرة فى مسلسل معاناة القرية الفقيرة، فى مايو الماضى، حيث رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلبا لوقف هدم القرية. ورغم انتظار سكانها لحكم آخر الشهر المقبل، إلا أنه لا يبدو أن جرافات الجيش الإسرائيلى ستكون مضطرة لانتظار ذلك الحكم. وقبل أيام، قال جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تتابع التطورات عن كثب، كما دعا السلطات الإسرائيلية إلى الامتناع عن تنفيذ أى من عمليات الهدم فى القرية، مؤكدا أن هدم هذه القرية الفلسطينية أو أجزاء منها وطرد الفلسطينيين من بيوتهم سيكون أمرا ضارا واستفزازيا». وكانت تحذيرات مشابهة قد صدرت من الاتحاد الأوروبى، إلا أن تل أبيب لا يبدو أنها تعبأ بتلك التحذيرات، حيث يصر مسئوليها على أحقيتهم فى الاستحواذ على القرية، وعدم قانونية إقامة الفلسطينيين فيها، لاسيما أنها متاخمة لموقع أثرى. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تقول الأممالمتحدة إن سكان سوسيا حاليا ممنوعون من الوصول إلى قرابة ثلثى أراضيهم الزرعية نحو 500 فدان بسبب دنوها أو وقوعها داخل مناطق الاستيطان. ووفقا للصحيفة ذاتها، يؤكد سكان سوسيا أن المستوطنين يتطلعون لإخراجهم من أجل توسيع المستوطنات حتى تصل للموقع الأثرى على الناحية الأخرى من القرية، الذى اكتُشف قبل نحو 30 عاما، وكان سببا فى بدء حملات طرد السكان. وتعود شهرة القرية التى يسكن سكانها الخيام والكهوف الجبلية إلى المتعاطفين الأجانب الذين بدأوا يتوافدون عليها منذ نحو 20 عاما لمنع إسرائيل من احتلالها، حيث جعلوا منها رمزا للصراع بين الجانبين، وللممارسات الإسرائيلية فى الضفة.