- بشير الديك: المسلسل لا يتوقف عند سيرة «ملك الشاشة» الذاتية ويمتد لرصد حال المجتمع والفن - كمال رمزى: حسه الاجتماعى كان ناضجا جدا.. والبسطاء أطلقوا عليه «ملك الترسو» لأنه انحاز إليهم - تصدر تيترات أعماله منذ أول بطولة وحتى وفاته.. واستطاع أن يكون نجما شعبيا فى تركيا قال الكاتب بشير الديك إنه يعكف حاليا على كتابة مسلسل «الرقصة الأخيرة» الذى بدأ فى الاعداد له قبل عامين، ويتناول قصة حياة الفنانين الراحلين فريد شوقى وهدى سلطان، اللذين استطاعا ان يكونا ثنائيا مهما فى الفن والحياة. وأكد ان الفيلم ليس مجرد سيرة ذاتية لوحش الشاشة فريد شوقى، وانما يتعرض لعالم السينما المصرية، وحال المجتمع المصرى بشكل عام فى المرحلة التى برز فيها نجم فريد شوقى، وحتى وفاته يوليو 1998. من جانبه يقول الناقد كمال رمزى المسئول عن جمع المادة العلمية للمسلسل، أن فريد شوقى قضى حياته عاشق للفن، واستمر كحالة استثنائية يتصدر تيترات كل الأعمال التى شارك فيها، منذ اسندت اليه البطولات المطلقة وحتى وفاته. وكشف رمزى ان المسلسل رغم انه عن فريد شوقى، الا ان الفنانة هدى سلطان لها مساحة كبيرة جدا من الاحداث، لأنها كانت القاسم المشترك فى حياته الفنية والاجتماعية، واستمرت العلاقة بينهما فترة طويلة جدا، وعندما انتهت كان ذلك بلا خلاف، فالتقدير الانسانى كان موجودا دائما بينهما. يضيف رمزى، كان فريد شوقى يتمتع بذكاء شديد جدا واستطاع ان يصنع تحولات فى صورته على الشاشة مهمه جدا، فكتب لنفسه فكرة فيلم «الأسطى حسن» اخراج صلاح ابو سيف، وسيناريو وحوار السيد بدير، وعندما تقدم فى العمر لم يتمسك شوقى بشخصية الشاب القوى على الشاشة، وانما تحول بلا تردد إلى ادوار الاب. ويؤكد رمزى أن الحس الاجتماعى لفريد شوقى ناضج جدا، وكان دائما ينحاز للطبقات الشعبية فى هذا المجتمع، لذلك تعلق به الجمهور جدا واطلقوا على «ملك الترسو»، وهى سينما الدرجة الثالثة. وكان يميز فريد شوقى أنه تعامل مع كل المخرجين تقريبا من الاجيال المختلفة، فعمل مع صلاح ابوسيف ونيازى مصطفى، واستطاع ايضا ان يستوعب الاجيال اللاحقة فعمل مع محمد خان وخيرى بشاره وعاطف الطيب. يذكر أن الفنان الراحل فريد شوق ولد فى 30 يوليو 1920، بحى البغال بالسيدة زينب بالقاهرة من أب تركى وأم مصرية. تلقى دراسته الابتدائية فى مدرسة الناصرية التى حصل منها على الابتدائية عام 1937 وهو فى الخامسة عشرة، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، أول أعماله كان فيلم «ملاك الرحمة» عام 1946 مع يوسف وهبى، وأمينة رزق وإخراج يوسف وهبى، ثم قدم فيلم «ملائكة فى جهنم» عام 1947 إخراج حسن الإمام، قبل ان يتغير جلده فى بداية الخمسينيات ليقدم شكلا آخر للبطل بعيدا عن صورة الشر التى ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته فى أفلام مثل «قلبى دليلى» عام 1947 إخراج أنور وجدى، و«اللعب بالنار» عام 1948 للمخرج عمر جميعى، وفيلم «القاتل» عام 1948 إخراج حسين صدقى، وغيرهما من الأفلام التى أدى فيها أدوار صغيرة كلها تدور فى إطار الشر عن طريق رفع الحاجب وتهكم الوجه. وحرص على تغيير جلدة مرة اخرى وتحول إلى بطل يدافع عن الخير فى مواجهة الأشرار، مثل فيلم «جعلونى مجرما» عام 1952 للمخرج عاطف سالم، وهو الفيلم الذى ألغى السابقة الأولى للأحداث وهو من تأليف فريد شوقى ورمسيس نجيب، وقد شارك فى كتابة السيناريو والحوار فيه نجيب محفوظ. واستمر فريد شوقى بطلا حتى بعد ان تقدم فى العمر، فقدم أفلاما كان هو نجمها منها «رجب الوحش» عام 1985 لكمال صلاح الدين، و«سعد اليتيم» عام 1985 للمخرج أشرف فهمى، و«عشماوى» 1987 لعلاء محجوب، و«قلب الليل» 1989 للمخرج عاطف الطيب، وكان آخر أعماله فيلم «الرجل الشرس» 1996 لياسين إسماعيل ياسين. قدم فريد شوقى خلال رحلته 300 فيلما تقريبا إلى جانب أعمال مسرحية وتليفزيونية عديدة، وسافر إلى تركيا بعد النكسة 1967 وقضى هناك فترة زمنية عمل بطلا ومنتجا مشتركا لبعض الأفلام التركية وقدم هناك 15 فيلما منها عثمان الجبار، حسن الأناضول، وحسب النقاد كمال رمزى كانت اعماله فى تركيا لها جماهيرية كبيرة جدا. أما حياته الخاصة، فقد تزوج خمس مرات، كانت اشهرهن النجمة هدى سلطان التى أحبها حتى وفاته رغم الانفصال عنها، وسهير ترك التى ظلت معه حتى وفاته.