فورين بوليسى: واشنطن سعت لتعاون مخابراتى مع إيران ضد العراق.. وفشلت فى التقارب وقت رئاسة رفسنجانى وخاتمى.. وبعد أحداث سبتمبر رفضت طلبًا بالتعاون ضد الإرهاب أدى الاتفاق التاريخ الذى تم التوصل إليه بين طهران والقوى الست الكبرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى طى 35 عاما من المحاولات الفاشلة للتقارب بين واشنطنوطهران. فالرئيس الأمريكى، باراك أوباما، نجح، بعد أن فشل سابقوه 5 فى التقارب مع واشنطن منذ الثورة الإسلامية 1979، وفق ما نقلته مجلة فورين بوليسى الأمريكية. المجلة تقول، إنه عقب قلب نظام الحكم بإيران عام 1979 وهروب الشاه محمد رضا بهلوى، تطرقت الإدارة الأمريكية برئاسة جيمى كارتر لبحث العلاقات مع النظام الإسلامى الجديد، من خلال مشاركة بعض المعلومات المخابراتية عن تنظيم الجيش العراقى وقتها، ولكن فى 4 نوفمبر 1979 حاصر المتشددون من النظام الحاكم الثائر السفارة الأمريكيةبطهران، وتم خطف 52 دبلوماسيا أمريكيا لمدة 444 يوما. وخلال فترة الثمانينيات والتى وقعت بها الحرب الإيرانيةالعراقية، وتحفظ وقتها المحاربون الإسلاميون الإيرانيون على رهائن أمريكيين فى لبنان، بحث الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان تأمين إطلاق سراح الرهائن مقابل صفقة من الأسلحة قرر تقديمها لطهران، ولكن فشل الوفد الذى أرسلته واشنطن للأراضى الإيرانية عام 1986، بسبب عدم توقع الإيرانيين لهذه الزيارة، وهو ما أدى لانقسام آرائهم حول كيفية التعامل معهم. وعاد الوفد للأراضى الأمريكية دون أن يستطيع تحرير الرهائن. وخسرت إيران حربها ضد العراق عام 1988، وبعد وفاة المرشد الإيرانى الأعلى، آية الله الخمينى 1989، وقع التحول السياسى الكبير بعد ترشح هاشمى رفسنجانى للرئاسة الإيرانية وفوزه بها، إذ حاول الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب، التقرب من النظام الإيرانى الجديد، مطالبا بإطلاق سراح باقى الرهائن الموجودين فى لبنان، ولكن عندما تحرك رفسنجانى، وأطلق سراح الرهائن، لم يبد بوش الأب أى أفعال حسنة كما وعد فى خطابه. فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، بحثت الإدراة الأمريكية احتواء إيرانوالعراق عن طريق تكثيف وجود الجيش الأمريكى على سواحل الخليج، ولكن عام 1997 عُقدت انتخابات رئاسية فى إيران وفاز بها الرئيس ذو التوجهات الإصلاحية محمد خاتمى، والذى سعى لبحث العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا فى خطاب رسمى أن الأبواب مفتوحة الآن من أجل مباحثات لإمكانية التعاون بين الدولتين. وانتهز كلينتون الفرصة ورد بالمثل مؤكدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس لديها أى نوايا عدائية تجاه إيران، ولكن تغيرت الرسائل بعد أن استنكرت طهران فى خطاباتها اتهام واشنطن لها بتفجير أبراج الخبر بالسعودية والذى أسفر عن وفاة 19 مواطنا أمريكيا، فأصبح جليا للحكومة الأمريكية أن إيران لا تسعى لتواصل حقيقى. وبعد تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001، أبدت الحكومة الإيرانية تعاونها التام مع الإدارة الأمريكية، وطبقا للمجلة، عملت الحكومتان خلال العديد من الاجتماعات الدبلوماسية بعد وقوع حكومة طالبان، للمساعدة فى تكوين الحكومة الأفغانية الجديدة، وفى مايو عام 2003، بحثت إيران اتفاقية برنامج نووى سلمي مقابل مساعداتها فى استقرار العراق بعد دخول القوات الأمريكية، بجانب التعاون التصدي لتنظيم القاعدة، ولكن رفض الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش طلب إيران، وأهان الحكومة الإيرانية، ودمر أى فرصة لتحقيق اتفاقية مستمرة بين الدولتين.