مترجمة ل4 رؤساء إيرانيين: طهران سعت دائما للتطبيع العلاقات.. وأزمة الرهائن الأمريكيين انتهت بعد محادثات ثنائية سرية فى الجزائر كينوش: رفسنجانى طلب أسلحة من واشنطن سرا خلال الحرب مع العراق..وخاتمى بحث فى جزور المعتقدات الدينية المشتركة نجاد سعى لزيارة موقع مركز التجارة العالمى.. وروحانى من طلب الحديث هاتفيًا مع أوباما بعد فوزه وسأل عن معاونين مسلمين له رغم ما يبدو من توتر على السطح فى العلاقات بين البلدين، كشفت مترجمة سابقة لأربعة رؤساء إيرانيين، عن محاولات «سرية» للتقارب بين طهرانوواشنطن على مدى العقود الأخيرة، ومنذ ثورة 1979. وقالت المترجمة بنفشة كينوش، فى مقال لها بصحيفة «الجارديان البريطانية»،أمس الأول، بعنوان «الجانب السرى للعلاقات الإيرانيةالأمريكية منذ ثورة 1979»، إنه بالرغم من تصورات العالم عن قادة إيران، ولكن دائما ما حاولت طهران تطبيع العلاقات مع واشنطن، وهو ما شهدته مباشرة من أخر أربع رؤوساء إيرانيين، وهم على أكبر رفسنجانى، ومحمد خاتمى، ومحمود أحمدى نجاد، وحسن روحانى. وأضافت كينوش، أنه فى أزمة الرهائن فى عام 1979، عندما اقتحم الطلبة المتطرفون السفارة الأمريكية واحتجزوا الدبلوماسيين فى إيران لمدة 444 يوما، وتسمى (إيران كونترا)، وعكس التوقعات قاد الاقتحام إلى مناقشات ثنائية سرية من أجل حل الأزمة. مشيرة إلى أن المحادثات الثنائية السرية تمت فى الجزائر وأدت إلى اتفاق فى عام 1981 لإنشاء محكمة فى لاهاى لفض النزاعات بين الولاياتالمتحدةوإيران لتصل إلى حل مشكلة مصادرة المتطرفين لممتلكات الولاياتالمتحدة على الأراضى الإيرانية، ولكن اتخذت إيران تلك المحكمة كوسيلة لتخفيف حدة التوتر، على الرغم من بقاء الأصول الإيرانية فى الولاياتالمتحدة مجمدة حتى الآن. وتابعت كينوش: «عملت كمترجمة فى محكمة لاهاى لمدة سبع سنوات، واندهشت بمستوى الاحترافية فى هيئات التحكيم، وحضور محامون عن الولاياتالمتحدةوإيران من العيار الثقيل»، مشيرة إلى أن الإيرانين كان يدفعوا كثيرا لتوكيل محامين بريطانيين لتمثيلهم، ثم يتقبلوا الحكم الصادر ضدهم عن المحكمة، وينتهى الأمر بدفعهم مبالغ ضخمة كتعويضات عن الأضرار التى لحقت بالمواطنين، والشركات الأمريكية، إلا أنهم كانوا يسعون للتقرب من الإدارة الأمريكية. وأكدت كينوش: «دائما ما نرى إيران تعلن احتقارها للولايات المتحدة وتسميها الشيطان الأكبر، ولكنها تتوق للشراكة معها من جديد»، موضحة «شهدت بنفسى مدى رغبة 4 قادة إيرانيين للتقرب من واشنطن»، مضيفة: «ظهر ذلك فيما فعله الرئيس الإيرانى الأسبق على أكبر رفسنجانى، عندما قام باتصالات سرية مع واشنطن لطلب أسلحة خلال الحرب العراقيةالإيرانية بين عامى 19801988». ونقلت كينوش حديث رفسنجانى مؤتمر صحفى لعدد من الخبراء الأمنيين الأجانب، بعد حرب الخليج عام 1991 بين الولاياتالمتحدةوالعراق، قال خلاله: «إيران يمكن أن تقبل واقع وجود القوات العسكرية الأمريكية فى الخليج»، على الرغم من إعلانهم معارضة ذلك أمام الرأى العام كثيرا، بحسب المترجمة. وأما عن الرئيس محمد خاتمى، أشارت كينوش أنه خلال أحد زياراته لولاية نيويوركالأمريكية عام 1997، أعلن عن رغبته فى التقرب من الإدارة الأمريكية فى ندوة عامة هناك، أوضح خلالها أنه يريد التأكيد على أن كلاً من الولاياتالمتحدةوإيران لهما جذور فى المعتقدات الدينية. وهو الطريق الذى اتخذه خليفته محمود أحمدى نجاد، بحسب كينوش، متابعة: «عندما حمل بيديه القرآن والإنجيل فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر 2010 لإظهار التراث الدينى المشترك بين أمريكاوإيران، وحاول تقليل مخاوف أمريكا من الدعاية الإيرانية المعادية لإسرائيل»، وذلك بالإضافة لطلب أحمدى نجاد دون جدوى زيارة لموقع مركز التجارة العالمى فى نيويورك فى ذكرى ضحايا هجمات القاعدة عام 2001. وأضافت كينوش: «عندما تولى حسن روحانى قيادة إيران عام 2013، طلب التحدث إلى أوباما عبر الهاتف، ثم سألنى أحد مساعديه عما إذا كنت أعرف، هل يوجد بين معاونى الرئيس الأمريكى مسلمون»، ما يبين بوضوح أنه سعى للتقرب مع القيادة الأمريكية، طبقا للمترجمة. وأشارت كينوش إلى أن روحانى كان دائما ما يرغب فى التقرب من واشنطن وتسوية القضية النووية، وبذلك قاد المفاوضات النووية الإيرانية مع الاتحاد الأوروبى حتى عام 2005، وحينها طلب روحانى من المدير العام للوكالة الذرية وقتها، محمد البرادعى، للتواصل مع الأمريكيين فى محاولة للتقارب معهم.