وسط صراخات الأطفال ودموع النساء، افترش عشرات الأسر من سكاني مثلث ماسبيرو صباح السبت، شوارع المنطقة التي تعاني الأمرين بعد أن تهشم أثاث وزجاج منازلهم ومحالهم التجارية، جراء الانفجار الذي هز محيط القنصلية الإيطالية التي لا تبعد عنهم سوى أمتار قليلة. من النظرة الأولى للمكان يتضح مدى الخسائر التي طالت المنازل والمحال التجارية جراء الانفجار، حيث هجر المنازل المتهالكة ساكنيها خوفا من انهيارها بعد تصدع عددا منها، وخلت المقاهي والمحال التجارية من روادها بعد أن تهشمت جميع محتوياتها. أمام أحد المنازل القديمة المتهالكة بمثلث ماسبيرو التي اتلف الانفجار جميع محتوياتها، جلست الحاجة (نفسية) 85 عاما تبكي على ما لحق بمنزل ابنها من خراب قائلة: "عقب صلاة الفجر سمعت دوي انفجار هائل وقتها شعرت أن المنزل سينهار وما هي إلا ثوان معدودة ودخل ابني عليّ الغرفة وحملني خارج المنزل، ثم عاد لإنقاذ باقي أولاده الصغار قبل انهيار المنزل". وتضيف العجوز أنها تعاني من العديد من الأمراض المزمنة، وأن ابنها لن يستطيع إعادة ترميم المنزل، موجهة رسالتها إلى الرئيس السيسي أن يأمر بنقلهم من منازلهم إلى منازل أخرى، كما وعد رئيس الوزراء ومحافظ القاهرة أو إعادة ترميم منازلهم مرة أخرى. "بيوتنا هتنهار وهنموت من الجوع بعد المحلات ما اتكسرت".. هذه الكلمات قالها (أبو العلا مبارك) 45 عاما صاحب مقهي، مشيرا إلى أن المنزل الذي يسكن فيه هو وزوجته و5 من أولاده تصدع من جراء الانفجار، مما اضطرهم إلى حمل ملابسهم والخروج من المنزل خوفا من انهياره بين الحين والآخر. "كلام محلب وجلال السعيد عن مثلث ماسبيرو وعود لن تتحقق وحبر على ورق".. كلمات قالها (حسين عباس) 55 عاما عامل، واصفا اللقاءات التى جمعت ساكني المنطقة ورئيس الورزاء إبراهيم محلب وجلال السعيد محافظ القاهرة وانتهت إلى نقل جميع ساكني مثلث ماسبيرو إلى منطقة أخرى أنها لم تحقق قائلا: "تعبنا من وعود المسؤولين". أما (محمد إبراهيم) 40 عاما، جلس يحتضن ابنته الصغرى (10 سنوات) أمام ورشة حدادة يستأجرها ب800 جنيه في الشهر قائلا: "الورشة تعد مصدر الزرق الوحيد لأسرتي التي تتكون من 4 أبناء وزوجة"، مشيرا إلى أن الانفجار أسفر عن تهشم بوابة الورشة وإتلاف عدد من المعدات بداخلها فضلا عن تلفيات بشقته. وطالب جميع أهالي مثلث ماسبيرو من الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل الفوري لإيجاد حل نهائي للأزمة التي يعانون منها منذ سنوات، فهم أصبحوا بين مطرقة الفقر وسندان الإرهاب ولم يبق لهم سوى الشارع مأوى.