قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن العديد من الأشخاص يعتقدون بشكل خاطئ أن هناك صدامًا بين الحياة المعاصرة والإيمان، وأنه يجب المفاضلة بين أمرين إما التدين أو الاستمتاع بالحياة. وأضاف خلال برنامجه "الإيمان والعصر"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، الاثنين، أن الفكر المتطرف والآراء المتشددة تبدأ من الترويج لفكرة مغلوطة وهي أن الدين ضد الحياة، كما أن نفس هذه الفكرة من شأنها أن تدعم فكر الإلحاد أيضَا، بسبب نفور البعض من الدين واتجاههم للاستمتاع بحياتهم، اعتقادًا منهم أن عليهم الاختيار إجباريًا بين الدين أو الحياة. وأوضح "خالد"، أن الإسلام فعل أربعة أشياء رئيسية حتى يكون جزءا من حياة الناس وليس ضدها، أول هذه الأشياء أن الإسلام دين شعبي، قائلا: "ديننا بتاع الناس كلها ومش قاصر على مجموعة بعينها لتكون متدينة دون مجموعات آخرى، فالعامل البسيط ممكن يكون متدينا والمرأة البسيطة يمكن أن تكون أقرب إلى الله من شخص آخر حافظ للقرآن كله". وتابع: "الشيء الآخر الذي فعله الدين الإسلامي ليكون جزءا من حياة الناس هو احترامه للأعراف والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع ما لم تكن حرامًا، بل إنه أمر بالعرف، في قول الله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، كما أن بعض الأحكام الفقية يتم بناؤها وفقًا للعرف السائد، والدليل أن هند بنت عتبة عندما اشتكت للرسول من بخل زوجها، صرح لها بأن تأخذ من أمواله ما يكفيها هي وأولادها دون أن يدري لكن بالمعروف، أي وفق الاحتياجات التي تحتاجها كل امرأة في مكة آنذاك"، موضحًا أنه حتى عندما يريد الإسلام تغيير عرفا سيئا فإنه يستبدله بآخر جيد. وقال الداعية الإسلامي إن "الشيء الثالث الذي فعله الإسلام هو (عدم الاتساع في مفهوم البدعة)، فمن أكثر الأشياء التي جعلت البعض يعتقد أن الدين ضد الحياة هو اعتقادهم الخاطئ أن كل ما لم يفعله الرسول فهو بدعة، والدليل ما قاله الإمام النووي: (ليس كل ما لم يفعله النبي بدعة)، كما أن الرسول نفسه شكر الصحابة على فعلهم لأشياء حسنة لم يفعلها هو، موضحًا أن البدعة هي كل شيء يخالف أصول التشريع في الدين، مثل أن يقرر شخص أن يصلي العصر بخمس ركعات وليس أربعة. أما الشيء الرابع الذي فعله الإسلام ليكون جزءا من حياة الناس، كما يشرح عمرو خالد، هو "عدم التسلط على الآخرين باسم الدين حتى لو كان النبي"، في قوله تعالى: " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصيْطِرٍ"، وقوله: " إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ"، وآية ثالثة: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ".