وسط حشود غفيرة من أهالى الأقصر وأحباب وأنساب «سيدى أبو الحجاج»، ومشاركة عدد من السياح الأجانب شهدت مدينة الأقصر، الاثنين، الاحتفال ب«دورة أبو الحجاج الأقصرى»، الذى يعد أحد أهم العادات الفرعونية التى لم يستطيع الزمن أن يغيرها عبر العصور. وطافت «زفة أبو الحجاج» شوارع الأقصر انطلاقا من ضريح ومسجد أبو الحجاج تقدمها عدد من المريدين بالجمال التى تعلوها قبة خضراء ترمز للكعبة المشرفة «بحسب المشاركين فى المسيرة»، فيما علت اصوات أغانى المدح ل«آل البيت» وأغانى التراث عن سيرة أبو الحجاج من سيارات ثبت عليها مكبرات الصوت. وحمل عدد من المشاركين فى الموكب العصى وأعلام مصر، وبدأ بعضهم فى تقديم رقصات التحطيب بالعصى، بمشاركة عدد من الفرق الشعبية ، مرددين أناشيد ومدح صوفى فيما يعرف بمراكب الشمس . ويوضح عدد من مواطنى الأقصر أن «دورة أبو الحجاج» تشبه عادة «الأوبت» الفرعونية، والعيد الذي يزور فيه الملك آمون مدينة الأقصر، حيث يخرج من معبد الكرنك مارا بطريق الكباش حتى يصل إلى معبد الأقصر. ومع احتفالات مولد و موكب سيدى ابو الحجاج الأقصرى تقام ولائم الطعام لزوار المدينة من المدن والمحافظات المختلفة، حيث تتزين الولائم بأشهى أنواع الماكولات التى تشتهر بها الاقصر كفتة الفطير الذي يصنع من فطائر رقيقة تكسر التي قطع وتوضع فى طبق كبير ويضاف أليها «السخينة» والتي تتكون من شوربة اللحوم وسمن وبصل مبشور و«المفروكة» التي تصنع من قطع صغيرة من العجائن التي تقطع وهى لينة ثم توضع فى خليط من اللبن والسمن والسكر، و«الكباب» المصنوع من خليط القمح المجروش مع اللحم المفروم والبصل والثوم ثم يقطع بعد ذلك إلى كرات صغيرة توضع فى ماء ساخن ثم تحمر فى الزيت . واختتمت اليوم فاعليات الكرنفال السنوى لمولد العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى صاحب المقام العالى بوسط المدينة ففى هذا الكرنفال يجتمع الشباب وزوار المدينة التاريخية يسهرون طيلة أيام الاحتفال وحتى الليلة الختامية لاستكما «دورة المولد» . فهنا وقبل ثلاثة آلاف عام وبعد انتهاء موسم الحصاد وجني العنب في الشهر الثاني من فصل الفيضان تدق الموسيقى وترتفع الأعلام والبيارق وتنطلق أصوات الأبواق مؤذنة ببدء مهرجان آمون، وتلبس مدينة الآلف باب أثواب العرس ويتوافد الآلاف من كل مصر إلى طيبة ليشهدوا رحلة الإله آمون العظيم رب الأرباب من معبده الكبير في الكرنك إلى حريمه في معبد الأقصر«بحسب ما أفاد أثريين».