قال محمد جالودي رئيس قسم طب الأورام بمستشفى «توام» في الإمارات العربية المتحدة، إن تدخين السجائر يعد السبب الأساسي وراء معظم سرطانات الرئة، حيث يساهم بنسبة 85% من الحالات. وأضاف، أن "التعرض لفترة طويلة غاز الرادون أو مواد كيماوية معينة أخرى أو مادة الأسبوتس من أهم عوامل الخطورة للإصابة بالمرض، كما أن أمراض الرئة غير السرطانية تزيد من مخاطر حدوث سرطان الرئة". وأوضح «جلودي»، خلال المؤتمر الطبي الذي نظمته إحدى شركات الدواء لمناقشة سبل العلاج الجديدة والأدوية المبتكرة في علاج سرطان الرئة فى دبي الإثنين، أن "سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وهو المسؤول عن 1.8 مليون حالة سرطان جديدة كل عام، وأكبر عدد من الوفيات في العالم، ويمثل 19% من إجمالي وفيات السرطان، و13% من جميع الحالات الجديدة للسرطان". وتابع: "أكثر من ثلثي حالات سرطان الرئة يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة، و7% فقط من مرضى سرطان الرئة يعيشون لخمس سنوات بعد التشخيص"، مرجعا ذلك إلى أن "أعراض المرض قد لا تكون محددة وواضحة، بخلاف أغلب أنواع السرطان، لذلك فإنه يتم تشخيصه في المرحلة الأخيرة". من جانبه، أوضح شريف خطاب رئيس قسم أدوية علاج الأورام في إحدى شركات الدواء بمصر والشرق الأوسط، أن "معدلات الإصابة بسرطان الرئة في مصر هي 25 حالة لكل 100 ألف مواطن، أي 22 ألف و500 حالة جديدة سنويا في مصر"، لافتا إلى أن العدد في تزايد بسبب زيادة التدخين. وأعلن بدء استخدام العلاجات الموجهة في التعامل مع سرطان الرئة، بعد نجاحه في أنواع أخرى من السرطانات، وسيتم توفيره في مصر خلال ال6 أشهر المقبلة، وبلغت الفائدة المحققة في معدلات البقاء على قيد الحياة 33.3 شهرا باستخدام العلاج الجديد. ونوه «خطاب» بأن "العلاج المستهدف شكل من العلاج المتاحات لمرض المراحل المتقدمة من سرطان الرئة غير صغير الخلايا، ويتم ذلك من خلال التعرف على أهداف محددة في الخلايا السرطانية والتدخل في نمو وانقسام الخلية السرطانية بطرق مختلفة وفي نقاط متنوعة أثناء تطور ونمو وانتشار السرطان". واستطرد: "يركز كثير من هذه العلاجات على بروتينات معينة مشتركة في عمليات إصدار الإشارات. ومن خلال حصر أو منع الإشارات التي تطلب من الخلايا السرطانية النمو والانقسام على نحو لا يمكن السيطرة عليه، حيث يمكن للعلاجات المستهدفة للسرطان أن تساعد في إيقاف نمو وانقسام الخلايا السرطانية". وفي نفس السياق، قال عرفات طفيلي أستاذ مساعد في الطب السريري بالجامعة الأمريكية في لبنان، إنه "برغم ارتفاع معدل الإصابة بين الرجال بسرطان الرئة، فإن النساء أكثر عرضة لتكوين سرطان الرئة من الرجال، ويزيد احتمال إصابة النساء المدخنات بسرطان الرئة بمقدار الضعف عن الرجال المدخنين، وحتى بين غير المدخنين، فإن مخاطر إصابة النساء بسرطان الرئة أعلى من الرجال".