مسودة «إعلان الرياض» تنص على دعم وتنظيم المقاومة وبناء جيش على أسس وطنية.. وهادى يتعهد بالعودة لصنعاء قريبًا خبير سعودى: التحالف العربى هو المسئول عن تنفيذ مخرجات المؤتمر.. ومطالبات بتمديد الهدنة الإنسانية قالت مصادر سياسية يمنية ل«الشروق»، إن نتائج مؤتمر «إنقاذ اليمن»، الذى انطلق بالرياض أمس، ويستمر 3 أيام، ستكون أساسا لمفاوضات ترعاها الأممالمتحدة بين فرقاء البلاد فى جنيف قبل نهاية الشهر الحالى، فيما تتبنى مسودة «إعلان الرياض»، المتوقع صدوره مع ختام المؤتمر، تأسيس دولة اتحادية وجيش على أسس وطنية. وانطلقت أعمال المؤتمر، صباح أمس، بمشاركة أكثر من 400 سياسى، وحضور عربى ودولى واسع، بهدف استعادة الشرعية، وسط غياب لجماعة الحوثى التى ترفض المؤتمر، وجناح الرئيس السابق على عبدالله صالح الذى استبعد من المشاركة بشكل نهائى. وقال الرئيس عبدربه منصور هادى، خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إن «المؤتمر هو المحطة الرئيسية الأبرز بعد الانقلاب، وأنه إنقاذ لكل اليمنيين دون استثناء، متعهدا بالعودة إلى صنعاء قريبا». وأضاف: «سننتصر قريبا على القوى الظلامية التى أجهضت الانتقال السلمى للسلطة»، موجها الشكر للسعودية ودول التحالف العربى لاستجابتها «بحزم وأمل» لبلاده. ومن المقرر أن يناقش المشاركون، على مدى 3 أيام، كيفية استعادة الدولة وإيجاد منطقة آمنة تباشر منها الحكومة أعمالها، وإنهاء أى تعاملات دبلوماسية مع سلطة الانقلاب فى صنعاء، وتجميد أموال قادة الميليشات، على أن يتبع ذلك طرح مسودة دستور الدولة الاتحادية للاستفتاء الشعبى، وإعادة تشكيل هيئة الرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطنى (انتهى فى 2014 ونص على دولة اتحادية من 6 أقاليم). ويشارك فى مؤتمر الرياض الجناح المتمرد من حزب المؤتمر الشعبى الذى يرأسه صالح، الذى تم استبعاده بشكل كامل من المشهد تمهيدا لإزاحته من قيادة الحزب. ويقود هذا الجناح النائب الأول للحزب أحمد بن دغر، ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالكريم الاريانى. وقال بن دغر إن استمرار صالح رئيسا للمؤتمر لم يعد مناسبا، مضيفا أن فكرة عزله قد تم مناقشتها فى الهيئات التنظيمية للمؤتمر مرات عديدة. من جهته، أكد رئيس اللجنة التحضيرية عبدالعزيز جبارى، أنهم «يطمحون لتحول اليمن من دولة بسيطة إلى دولة مركبة، أى دولة اتحادية وعدد أقاليمها 6 أقاليم، موضحا أن مشروع الدستور، الذى يعمل المؤتمر على إقراره، حدد صلاحيات المراكز والولايات والإقليم، وتمت صياغته بمشاركة كل القوى السياسية». وتظهر مسودة «إعلان الرياض»، التى اطلعت عليها «الشروق»، أن الغاية من المؤتمر هى «إنقاذ اليمن، واستعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء عدوان قوى التمرد، وإسقاط الانقلاب، ومحاسبة الضالعين فيه، ودعم وتنظيم المقاومة، وتشكيل نواة لقوات الجيش والأمن تتولى المهام العسكرية العاجلة، وحشد التأييد الإقليمى والدولى لأعمال الإغاثة وتوسيع نطاقها». وأكدت المسودة أن «المؤتمر سيعمل على تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الشامل الذى عقد فى صنعاء من بداية عام 2013 وحتى بداية 2014، وبالذات قيام دولة اتحادية والاستفتاء على الدستور الجديد، وبناء جيش على أسس وطنية». إلى ذلك، انتهت الهدنة الإنسانية التى بدأت الثلاثاء الماضى، أمس، وسط مطالبات من الأممالمتحدة بتمديدها، لايصال المساعدات إلى النازحين والمتضررين من الصراع. من جانبه، قال جمال خاشقجى، الكاتب السياسى السعودى، إن «السعودية ستكون مسئولة عن اليمن لعقود مقبلة»، مشيرا إلى أن خريطة شبه الجزيرة العربية تجبر السعودية على الالتزام بإعادة الهدوء لليمن. وترجح خاشقجى فى تصريحات ل«الشروق» تكثيف العمليات العسكرية فى الفترة ما بعد انتهاء الهدنة ردا على ممارسات الحوثى. فيما رأى خالد باطرفى، الخبير السياسى السعودى تنفيذ مخرجات مؤتمر «إنقاذ اليمن» مسئولية التحالف العربى وليس القوى السياسية المشاركة فى المؤتمر، لأن المخرجات لن تدخل حيز التنفيذ فى ظل سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بالبلاد، بينها صنعاء. بدوره، قال عمار القحلانى، الباحث السياسى اليمنى، ل«الشروق»، إن«اليمن ينتظر الآن نتائج حوار القوى السياسية فى الرياض»، مثمّنا دور السعودية فى «لم شمل اليمن»، وأضاف أن «تنفيذ المخرجات سيكون مؤجلا إلى ما بعد هزيمة الحوثيين عسكريا».