• لا تراجع عن المسار الدبلوماسى.. لا تنازل عن حق العودة.. لا اعتراف بيهودية إسرائيل تحل اليوم، الذكرى ال67 لنكبة فلسطين، فى ظل مشهد فلسطينى تغير كثيرا برأى الكثيرين؛ فبرغم تعثر مفاوضات السلام، إلا أن الجهود الفلسطينية على الساحة الدولية، أحرزت تقدما خلال العام المنصرم، تمثلت فى اعتراف أول دولة غربية، وهى السويد، رسميا بفلسطين، فيما اعترفت 8 برلمانات أوروبية، رمزيا بها من بينها برلمانات اسبانيا وفرنسا والبرتغال وبريطانيا، قبل أن تتوصل القيادة الفلسطينية والفاتيكان إلى اتفاق مبدئى، أمس الأول، يقضى باعتراف الأخيرة بفلسطين. كما نجحت فلسطين فى الانضمام إلى عدة مؤسسات ومعاهدات دولية، أبرزها المحكمة الجنائية الدولية، فى تطور نوعى يمكن الفلسطينيين من مقاضاة المسئولين الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب. وخلال قرابة 7عقود، دأب الفلسطينيون على إحياء ذكرى «النكبة» فى ال 15 من مايو من كل عام (يوم اعلان دولة إسرائيل)، تأكيدا منهم على التمسك بحق العودة للاجئين فى الشتات، وارتباطهم بأرضهم التى هُجر منها آباؤهم وأجدادهم عام 1948، وللتذكير بما حل بهم من «مأساة إنسانية وتهجير وتشريد وقتل على يد جماعات يهودية مسلحة» فى ذلك العام. ورغم أن أغلب من عايشوا تلك المأساة قد رحلوا عن العالم، إلا أن الأجيال الجديدة حافظت على إحياء تلك الذكرى عبر استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، إذ أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى مركزا يتجمع فيه الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم فى تظاهرات إلكترونية تؤكد على رسالة واحدة مفادها أن «حق العودة ثابت ومقدس لا تنازل عنه»، وأرض فلسطين التاريخية حق لأبنائها، حسب وكالة «الأناضول» التركية. وعلى صعيد مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، واجهت السلطة الفلسطينية مماطلة الجانب الإسرائيلى وتوسعه الاستيطانى، بخطوات أبرزها تقديم مشروع قرار فلسطينى بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى قبل نهاية العام 2017، غير أن الفيتو الأمريكى وامتناع بريطانيا عن التصويت فى مجلس الأمن أدى لإحباط تلك الخطوة. ولم تتوقف الدبلوماسية الفلسطينية عن المضى قدما فى تحركاتها الدبلوماسية للضغط على إسرائيل، حيث حظيت تلك الجهود أخيرا بمساندة دولية بدت فى إعلان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قبل يومين عن مبادرة فرنسية لتقديم مشروع لمجلس الأمن حول الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. كما تتمسك السلطة الفلسطينية برفض يهودية إسرائيل، لما يحمله ذلك من تداعيات، أبرزها اخراج عرب 1948 من الأراضى التى تسيطر عليها دولة الاحتلال، حسب تصريحات سابقة لمسئولين فلسطينيين يتقدمهم الرئيس محمود عباس. إلى ذلك، أطلقت مجموعة رفيعة المستوى من الزعماء السياسيين الأوروبيين السابقين والدبلوماسيين، أبرزهم خافيير سولانا، الأمين العام السابق لحلف «الناتو»، فى خطاب شديد اللهجة موجه إلى منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، لإعادة تقييم عاجلة لسياسة الاتحاد الأوروبى بشأن مسألة قيام دولة فلسطينية، ووجوب خضوع إسرائيل للمساءلة عن أفعالها فى الأراضى المحتلة.