نيويورك تايمز: غياب الملك السعودى دليل على خيبة الأمل مما ستقدمه واشنطن فى القمة... وفورين بوليسى: الخليجيون يرغبون فى تعهدات «دفاعية مكتوبة» والبيت الأبيض يرفض لا يزال إعلان العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عدم حضوره قمة كامب ديفيد الأمريكية الخليجية، وإنابة ولى عهده، الأمير محمد بن نايف، وولى ولى عهده، الأمير محمد بن سلمان، يثير الكثير من ردود الأفعال والتكهنات حول أسباب عدم حضوره وما إذا كان ذلك ينم على مزيد من الخلافا فى العلاقات بين البلدين بشأن قضايا المنطقة. وأرجعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، غياب العاهل السعودى عن القمة إلى استمرار استياء المملكة من الإدارة الأمريكية، بسبب علاقاتها مع إيران التى تعتبر المنافس الإقليمى للسعودية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين عرب، (لم تسمهم) قولهم إنهم يرون غياب الملك سلمان عن قمة كامب ديفيد، دليل على خيبة أمل المملكة إزاء العروض التى سيقدمها البيت الأبيض خلال القمة، كتعهد واشنطن بالوقوف مع حلفائها العرب ضد إيران الصاعدة. كما أشارت الصحيفة إلى أن دول الخليج طلبت مزيدا من الأسلحة المتطورة، إلا أن واشنطن تفرض قيودا على إرسال الأسلحة المتطورة إلى الدول العربية، حتى تحافظ إسرائيل على تفوقها العسكرى فى المنطقة. ونقلت عن الخبير إيرانى فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، كريم سجادبور، تأكيده أن هناك تصورا آخذ فى التنامى بالبيت الأبيض، وهو أن الولاياتالمتحدة والسعودية أصدقاء لكنهما ليسا حلفاء، فى حين أن الولاياتالمتحدةوإيران حلفاء لكنهما ليسا أصدقاء، وذلك فيما يتعلق بالرؤية الأمريكية تجاه حل مشاكل المنطقة. من جهتها، فسرت مجلة «فورين أفيرز»، غياب قادة خليجيين عن القمة (أناب قادة السعودية والإمارات والبحرين وعمان عنهم آخرين)، بأنه يرجع لرفض واشنطن مشروع قرار خليجى يقضى بإبرام اتفاقية دفاع مشترك «مكتوبة» مع الولاياتالمتحدة ضد أى عدوان خارجى، منوهة بتصريح سفير الإماراتبواشنطن، يوسف العتيبة، الأسبوع الماضى، بأن الخليج يريد شيئا «مكتوبا»، و«مؤسسيا». كما لفتت المجلة الأمريكية، فى تقرير لها أمس، إلى تصريح منسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج، روبرت مالى، أمس الأول، بأن البيت الأبيض أخبر الحلفاء الخليجيين منذ أسابيع بأن اتفاقية الدفاع ليست ممكنة. فى السياق ذاته، أكد جون ألترمن، مدير شئون برامج الشرق الأوسط فى مركز الاستراتيجيات والدراسات، أن اعتذار العاهل السعودى، عن حضور القمة يعنى المزيد من التحدى لسياسات البيت الأبيض تجاه قضايا المنطقة، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية فشلت فى قراءة مواقف حلفائها على الوجه الصحيح. وأضاف ألترمن، فى مقاله لشبكة «سى إن إن» الأمريكية، أن هناك ما يشبه التوافق بين المراقبين على أن الرياض وجهت بذلك «رسالة توبيخ» إلى واشنطن، موضحا أن هذه التطورات تمثل «تهديدا حقيقيا للأمن القومى الأمريكى» فى منطقة حساسة مثل الخليج. وأمس، أعلن البيت الأبيض، أن أوباما أجرى مباحثات هاتفية مع العاهل السعودى الملك سلمان، ناقشا فيها أزمة اليمن وجدول أعمال القمة الأمريكية الخليجية، المقررة الجمعة القادمة، وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس»، إن العاهل السعودى أوضح لأوباما أن غيابه عن القمة يرجع إلى «انشغاله بالهدنة الإنسانية فى اليمن وافتتاحه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مضيفة أن الزعيمين أكدا تطلعهما لأن تؤدى المحادثات بين القوى الست وإيران لمنع الأخيرة من امتلاك سلاح نووى.