"1000 حالة اغتصاب للأطفال تم تسجيلها في الفترة ما بين يناير وأكتوبر 2014" بهذه الجملة، بدأت الدكتورة هدى بدران رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لنساء مصر كلمتها، في المؤتمر الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع الائتلاف المصري لحقوق الطفل، اليوم الأحد، في مقر المجلس الأعلى للثقافة لتدشين حملة "متخافيش" التي تستهدف التصدي لظاهرة التحرش والعنف الجنسي الذي يتعرض له طلاب المدارس خاصة من هم في سن 6 سنوات إلى 12 عام. وقالت هدى بدران، إن "المجلس القومي للأمومة والطفولة ذكر في أحد إحصائياته أن عدد الأطفال الذين تعرضوا لاغتصاب في الفترة ما بين يناير وأكتوبر 2014 بلغ 1000 حالة". وأضافت بدران، مستنكرة، "كيف لذلك أن يحدث في مصر التي كانت أول الدولة التي تولي اهتمام بحقوق الطفل"، مشيرة إلى أنه حوالي ما يقرب من 3 إلى 4 حالات اغتصاب للأطفال تحدث يوميا. وأكدت أن القانون الذي يجرم الاغتصاب لم يكن كافي، فلابد أن نفهم من أين يأتي السلوك الإجرامي الذي يدفع بشخص بالغ لاغتصاب طفل، فالمسألة لا تتعلق بالاحتياج الجنسي وإنما ما يحدث متعلق بالعدوانية والرغبة في الانتقام من مجتمع، وحينما يقع الاغتصاب داخل مدرسة فذلك يعد صادم أكثر والقانون وحده هنا لا يكفي لحل المشكلة، فهناك خلل في كل ما يتعلق بالعملية التعليمية؛ كليات التربية والإدارة التعليمية، مضيفة أن "الأسرة من حقها أن تطمأن على أبنائها". ووجهت بدران، سؤالا قائلة، "أين وزير التربية والتعليم مما يحدث من حوادث اغتصاب داخل المدارس"، لافتة إلى أنه يجب أن يكون هناك اختبارات اجتماعية ونفسية لكل من يرغب في ممارسة التدريس، بالإضافة إلى مطالبتها للأم بفتح قلبها وتفهم أبناءها. فيما انهت كلمتها بالتأكيد على أن الرسالة الأولى من هذه الحملة هي كسر الخوف، وبداية للجمعيات المهتمة بشئون الطفل بالقيام بدورها التوعوي بوصولها لكل بيت . وبدورها، قالت سمر يوسف مدير الائتلاف المصري لحقوق الطفل، إن "ما يقرب من 107 منظمة من المهتمين بحقوق الطفل منضمين لحملة (متخافيش)"، مؤكدة أن البداية تكمن في التأكيد على أن سن الطفل في مصر حتى ال18 عاما وهذا هو المتعارف عليه في العالم كله، مشيرة إلى أن كان هناك جدلا حول سن الطفل، وأكدت أن الطفل الذي يرتكب جريمة وهو دون ال18 عاما فهو بالأساس حقه منتهك. وفيما يتعلق بعمالة الأطفال، أشارت يوسف إلى الإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في 2012 والتي ذكرت أنه مليون ونصف مليون طفل عامل في مصر، إلا أن الجهاز المركزي لم يحصر الأطفال العالمون في المنازل والزراعة لأن قانون العمل الصادر في 2003 استثنى عمالة الأطفال في الزراعة والبيوت، ووفقا للإحصائية الصادرة فإن 80% من هؤلاء الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي. وأشارت إلى قانون الطفل 2008 وما أكد عليه من استحداث ما يعرف بلجان حماية الطفل في كل محافظة والتي يرأسها المحافظ، مشيرة إلى أن تلك اللجنة لم تجتمع بصفة أسبوعية كما هو منصوص عليه بالقانون، وأنهت كلمتها بالتأكيد على التنسيق بين ما يقرب من 107 جمعية مهتمة بحقوق الطفل للعمل في كل محافظات مصر لتحقيق أهداف حملة "متخافيش".