• «الجزيرة» تعلم أنها ارتكبت أخطاء فيما يتعلق بقضيتنا.. أحب أن أعود للقاهرة وليس لدى شىء ضدها • لن أتوقف عن العمل بالصحافة وسأعود فى أى مكان أشعر أن وراءه قصة القاعة كانت تعج بشخصيات مرموقة مثل المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، ورئيس لاتفيا أندريس بيرزينس، والذى تستضيف بلاده احتفالية اليوم العالمى لحرية الصحافة لهذا العام، فى ظل ذلك كان لبيتر جريستى احتفاء من نوع خاص، فالمراسل الذى قضى نحو 400 يوما فى السجن بمصر، مع اثنين من زملائه بقناة الجزيرة الإنجليزية، بعد اتهامهم بنشر أخبار كاذبة، فيما سمى إعلاميا ب«خلية الماريوت»، كان نجم الاحتفال الأول فالكل يريد أن يأخذ صورا تذكارية معه، وصورته كانت تتصدر موقع اليونسكو فى الدعاية لليوم العالمى لحرية الصحافة. تحدث جريستى ل«الشروق» عن التأثير النفسى للسجن، مؤكدا أنه كان يقوم بعمله بمهنية شديدة وفى خط مستقيم بين طرفى النزاع فى مصر، وحول دور الجزيرة فى قضيتهم كان له رأيه الخاص فى هذا الصدد. وإلى نص الحوار: • ما هو شعورك بعد رحيلك عن مصر؟ مازلت قلقا، فأنا مازلت قيد المحاكمة، ولكن ترحيلى سبب لى ارتياحا كبيرا، وقلقى بخصوص المحاكمة مازال مستمرا، ليس فقط على ولكن على زملائى فى القاهرة محمد فهمى وباهر محمد، إنه لأمر جيد أن أكون فى الخارج أحضر مثل هذه الفاعليات، ولكن مازلنا بحاجة إلى العمل الشاق طالما مازالت هذه المحاكمة عبء فوق رءوسنا. • ما هى رؤيتك لإعادة المحاكمة فى قضيتكم؟ أنا لن أتحدث عن القضية وأناقشها لأننا نحترم القانون، والقضية لاتزال أمام المحكمة، لذا أنتظر الحكم النهائى ولن أعقب على سير القضية الآن، وعدم وجودنا بالسجن هو خطوة إيجابية للأمام، ونحن فى انتظار أن تصل المحاكمة للدليل قريبا، لأننا نعتقد أنه ليس هناك أى دليل إدانة لنا بأى مخالفات وهذا ما نتطلع إلى اثباته. • 400 يوم فى السجن.. كيف مرت على بيتر جريستى؟ لم يكن من السهل أبدا بالنسبة لنا، السجن فى أفضل الأحوال شىء من الصعب التعامل معه، ولقد شعرت أننا نُعامل ببعض الاحترام فى السجن، وكان دائما لدينا الأشياء الأساسية التى نحتاجها، كان لدينا الطعام والمياه والمكان الذى ننام فيه. لقد تم نقلى إلى 3 سجون طوال المحاكمة، ولكن دائما السجن يؤثر على العقل، وله ضرر نفسى، وهذا ما يفعله السجن، ومهما كانت الظروف هو تم تصميمه لهذا الغرض (التأثير النفسى)، والشىء الذى يجب دائما أن نكون حذرين بشأنه هو الاعتناء بأنفسنا من الناحية النفسية والعقلية والروحية، ونحن حاولنا أن نفعل ذلك ونأمل ألا نكون قد خرجنا بقدر كبير من الضرر النفسى من السجن. • زميلك فى ذات القضية محمد فهمى قال فى بعض الحوارات الصحفية إن الجزيرة قصرت فيما يخص قضيتكم واستخدمتها لأهدافها.. فما تعقيبك؟ لا أود الدخول فى تفاصيل أحاديث فهمى، كل ما سوف أقوله ما يعنينى أنا، وعلى الرغم أنى أشعر أن الجزيرة ارتكبت أخطاء، ومديرو القناة اعترفوا بأنهم ارتكبوا أخطاء، ولكنى لست مقتنعا بأن الجزيرة كانت متهاونة كما يقول فهمى، وأنا أيضا لست مقتنعا بأن المشكلات ليست قابلة للحل. وشخصيا أشعر بأن عائلتى دعمتنى بشكل كبير جدا، وتلقيت دعما أيضا من أصدقائى ورؤسائى، نعم هناك أخطاء وقعت وكان هناك أشياء لا بد من القيام بها بشكل مختلف، ولكنى لا أشاطر فهمى الرأى بأنهم كانوا ضدنا بحدة، أنا حقا لا أريد الدخول فى جدال حول هذه الأشياء. • البعض يتحدث عن أن السياسة التحريرية لقناة الجزيرة فى تغطيتها للأحداث فى مصر كانت منحازة.. ما تعليقك؟ ما يمكننى الحديث عنه هو تجربتى الخاصة، وأنا راضٍ عن العمل الذى قمنا به، أنا لم أكن موجها بسياسة تحريرية ما، كنت دوما قادرا على التغطية كما أرى أمامى، ولقد عملت بمهنية وهذا دوما ما فعلته طوال حياتى، أنا لم أكن لأعمل بهذه الوظيفة إذا طلب منى فعل شيئ غير مهنى، ولم يكن هناك أى تدخل من قبل رؤسائنا فيما نقوم بانتاجه. وفى الحقيقة أعتقد أننا كنا نعد تقاريرنا على خط مستقيم جدا بين كل الأطراف فى مصر، وسبب ذلك هو أن ادراكى الشخصى لخفايا السياسة المصرية لم يكن متقدما، أنا فعلا لم أع كليا كم هو معقد وصعب الوضع السياسى فى مصر، ولذلك اتخذت ما اعتقدته خطا مستقيما جدا، لم نحاول الوقوف إلى جانب أى جهة، أو نتحدى جهة ما فى الجو السياسى المصرى، ولذلك أنا مرتاح لما قمنا به وفخور بالتقارير التى قمنا بإنتاجها. • هل أعلمتك الجزيرة أن هناك غضبا ما فى مصر تجاه تغطيتها للأحداث، وأن أمنك الشخصى قد يكون فى خطر؟ أعتقد أننا كنا فى وقت صعب للغاية، وكان هناك العديد من الناس غاضبون من الجزيرة بشكل عام، أنا لم أسافر لمصر لفترة طويلة بما فيها الكفاية لمعرفة ما إذا كان هذا الغضب، مؤكدا بالفعل على أرض الواقع، كل ما أعرفه أننا كل ما كنا نفعله كان صحافة صادقة، وعادلة، وتقارير أمينة ومهنية، وكنا نقوم بعملنا ونحن نأخذ احتياطات العناية بأنفسنا. كنا فى فندق الماريوت لأن مكاتب الجزيرة تمت مهاجمتها، كنت على علم بذلك، وكنت على حذر من ذلك، والجزيرة وفهمى أخبرونى، وعرفت أن هناك مشكلة، ولم يتم اخفاء شىء علينا فى هذا الصدد. • وكيف ترى تغطية الصحافة المصرية لقضية صحفيى الجزيرة؟ كانت تصلنا بعض المعلومات والمؤشرات عن تغطية الصحف المصرية للقضية ونحن فى السجن، ولكن بشكل عام فى فترة مرور مصر بالمرحلة الانتقالية، الصحافة المصرية كانت منقسمة، وهى لم تقم بالمتوقع منها بشكل عام فى تغطية الوضع فى مصر. • هل ستعود للعمل فى مصر مرة أخرى؟ أنا أحب أن أعود لمصر، وليس لدى شىء ضدها، ولدى تجارب رائعة مع المصريين، وهناك الكثير الذى أعشقه عن هذا البلد، وأود أن أذهب هناك للتغطية والعمل مرة أخرى، أنا فقط لست متأكدا هل سيكون ذلك سهلا أو مناسبا بسبب الأوضاع الحالية. • وماذا عن خططك المستقبيلة؟ أنا لن أتوقف عن العمل بالصحافة، وسأعود للعمل فى أى مكان أشعر أن به قصة، ولكن أولا أريد الانتهاء من إجراءات المحاكمة، وبعد ذلك اتخاذ القرار فيما يتعلق بما سوف أفعله.