في صيف عام 2013 قام فريق ريال مدريد لكرة القدم بضم الويلزي جاريث بيل من توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي في أغلى صفقة في تاريخ اللعبة وصلت قيمتها إلى مئة مليون يورو.. وبعد أن عانى الجناح الويلزي في البداية، رسخ أقدامه في التشكيل الأساسي للنادي الملكي بعد نجاحه في التكيف ولعب دورا بارزا في فوز الريال بكأس إسبانيا ودوري الأبطال الأوروبي. لكن مستوى جاريث بيل بات محبطا في الموسم الحالي، وأعاقت سلسلة من الإصابات تطور أدائه، وخلال مشاركاته وجد صعوبات في تقديم نفس المستوى الذي ظهر به الموسم الماضي.
وذكر موقع "جول الدولي" أنه مما لا شك فيه أن بيل أضاف الكثير لريال مدريد في النصف الثاني من الموسم الماضي، لكن بات واضحا أن تأثيره تقلص خلال الموسم الحالي، ويبدو أن معاناته تزداد أسبوعا بعد آخر.
وتعود مشكلات بيل إلى لقاء إسبانيول في يناير، حين فضل السعي للتسجيل بنفسه بدلا من التمرير لكريستيانو رونالدو الخالي من الرقابة وأغضب رونالدو ومشجعي الفريق.
وازدادت الأمور سوءا في الفترة التالية، وبدأ يفقد ثقته في نفسه أسبوعا بعد آخر حتى وصل ذروة التراجع في المستوى في مباراة الذهاب لدور قبل النهائي لدوري الأبطال أمام يوفنتوس في تورينو الثلاثاء الماضي.
ومع تراجع ثقته في نفسه وتراجع ثقة زملائه ، فقد بيل أهم أسلحته وهي القدرة على سحب الفريق بسرعته القصو،ى وهو ما جعله نجما في الدورى الإنجليزى.. ولم يعد قادرا على تخطي الخصوم في المواجهات الفردية أو قطع المسافات الطويلة والحصول على الكرات خلف المدافعين.
وتفيد الاحصائيات بأنه في وجود بيل في التشكيل هذا الموسم في 43 مباراة كأساسي، فاز الفريق بنسبة 67 في المئة من المباريات بينما في ظل غيابه في 12 مباراة، فاز الريال بكل المباريات بنسبة مئة في المئة.
ومع ذلك يرى بعض الخبراء أنه رغم تراجع مستوى جاريث بيل فإن إبعاده عن التشكيل الأساسي في الفترة المتبقية من الموسم سيقضي على أي فرص لفوز ريال مدريد بالدوري المحلي أو دوري الأبطال الأوروبي.
ويدلل هؤلاء على وجهة نظرهم من خلال اعتماد المدير الفني كارلو أنشيلوتي على بيل في تحقيق التوازن في رسمه التكتيكي 4-3-3 وأن وجوده على الطرف الأيمن يتيح المساحات لكريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة.
ونظرا لأن الريال سيواجه مواجهتين حاسمتين أمام يوفنتوس في عودة قبل نهائي دوري الأبطال، وقبلها أمام فالنسيا رابع الدوري الإسباني، فإنه من الأفضل الإبقاء على بيل في هاتين المواجهتين على الأقل.
وفي حال تخطي اليوفي في دوري الأبطال، فإن النادي الملكي سيواجه على الأرجح برشلونة، بما يتميز به من نسبة الاستحواذ، وهو ما سوف يتطلب لاعب مثل بيل يمكنه فتح الثغرات، وإتاحة مساحات التحرك للمهاجمين والقادمين من الخلف وتمرير الكرات العرضية للتسجيل وتحقيق الفوز باللقب الأوروبي، ليكون أول فريق ينجح في الاحتفاظ ببطولة دوري الأبطال بنسختها الجديدة.