حذرت شخصيات بارزة في حزب العمال، اليوم الاثنين، من أن زعيم الحزب، اد مليباند، لن يكون له الحق في تولي حكم بريطانيا في حال فوزه ب 15 مقعدا أقل من حزب المحافظين في انتخابات الخميس القادم. وفي سلسلة من المقابلات مع صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، رفض المرشحون لعضوية البرلمان مطالبات حلفاء مليباند بأنه يمكن أن يصبح رئيسا للوزراء حتى لو لم يكن حزب العمال هو حزب الأكثرية في مجلس العموم، بينما طالب أحد القياديين في الحزب استقالة مليباند اذا حقق عددا أقل ب 12 مقعدا من حزب المحافظين. ويخشى آخرون أن يكون مستقبل حزب العمال في ساحات المعارك الانتخابية الرئيسية في انجلترا يتعرض للخطر إذا لم يحقق الحزب أغلبية برلمانية إلا بمساعدة من القوميين الإسكتلندي. وتشير توقعات "بيتر كيلنر"، من مركز "يوجوف" لاستطلاعات الرأي، إلى أن حزب المحافظين سيكون في المقدمة ب 283 مقعدا، بينما سيأتي حزب العمال في المركز الثاني ب261 مقعدا، مع حصول القوميين وحزب الخضر على ما يصل إلى 60 مقعدا في مجلس العموم، مما يعني أن اد مليباند سيكون على مسافة قريبة من السلطة بمساعدة أطراف يسارية أخرى ولكنه سيصبح متخلفا عن زعيم المحافظين، ديفيد كاميرون ب 22 مقعدا. ويصر حلفاء مليباند، على أنه سيكون له الحق في دخول 10 داوننج ستريت (مقر رئاسة الوزراء) إذا استطاع شد دعم أكثر من نصف النواب 326 نائبا من بين 650 نائبا في مجلس العموم، حتى لو كان هذا يعني الاعتماد على القوميين. ويعتقد مستشارو حزب العمال وبعض المرشحين إنه لا تتم إثارة مسألة الشرعية في ظل النظام البرلماني، مشيرين أيضا إلى أن ثاني أكبر حزب في كثير من الأحيان هو الذي يشكل الحكومة في أماكن أخرى في أوروبا. ويشعر آخرون، بمن فيهم وزراء في حكومة الظل العمالية بالقلق بشكل خاص حول هذه النتيجة. وقال أحد قياديي العمال "إذا كنا سنأتي في المرتبة الثانية ومحاولة التشبث بالسلطة، سيهاجمنا الجميع. وسيقول كاميرون وقتها إنه ليس من المعقول أن يحكم العمال وهو من فاز". ومن جانبه، قال قيادي آخر من وزراء حكومة الظل "إذا لم نكن على مسافة 10 إلى 12 مقعدا من حزب المحافظين، فإنه سيكون من الصعب جدا على الحزب الحكم لمدة خمس سنوات، سيكون لدينا شرعية مشكوك فيها لإجراء تغييرات على النطاق المطلوب"، مضيفا أنه "سيكون من الأفضل للحزب البقاء في صفوف المعارضة لبضعة أشهر وشن حملة ضد حكومة محافظين أقلية لاسقاطها، على أمل عقد جولة ثانية من الانتخابات بسرعة". ويواجه حزب العمال معركة صعبة من المحافظين سواء في المقاعد الهامشية الإنجليزية، أو في اسكتلندا حيث يواجه الحزب خطر "الإبادة" الانتخابية على يد الحزب القومي الإسكتلندي، الذي تتوقع استطلاعات الرأي أن يحصد جميع المقاعد في شمال البلاد باستثناء مقعد أو مقعدين على الأكثر.