«نفسى يا واد الموت يتأخر شوية.. مش خوف من الموت.. بس نفسى اعيش لغاية ما اشوف البلد دى حالها يتعدل.. والفقرا فيها يعيشوا عيشة مرتاحة» كلمات قالها الخال عبدالرحمن الابنودى ردا على سؤال الاعلامى محمد صادق فى آخر حوار تليفزيونى اجراه الشاعر الكبير قبل رحيله. ومن جانبه قال محمد صادق ان الحوار الذى تم تصويره منذ فترة فى منزل الابنودى بالإسماعيلية استغرق تصويره ثلاث ساعات كاملة ولكن لظروف فنية لم يذع منه سوى نصف ساعة فقط، وانه يجرى حاليا الانتهاء من مونتاج باقى الحلقات. واضاف ان مجموعة الحلقات تحمل اسم «قصة الخال»، ويحكى فيها على مدى اربع حلقات مدة كل منها 40 دقيقة، رحلة حياته منذ الميلاد فى قرية ابنود بقنا، ومرورا بمحطاته فى عالم الابداع من الشعر والادب، إلى كتابة الاغانى وكتابة السيناريو للأعمال الدرامية. واشار صادق إلى ان الابنودى تحدث فى هذا الحوار لأول مرة باستفاضة عن جدته ست ابوها، وكيف كان لها اثر فى حياته، وكيف كانت تأخذه معها للجنازات بالقرية، حيث سمع ل«العديد» على المتوفى، والذى لفت نظره للشعر. وكذلك تحدث عن والدته فاطمة قنديل ووالده الشيخ محمود، والذى قاطعه لسنوات طويلة، وعندما حضر لزيارته لأول مرة فى بيته بالقاهرة، داهم البوليس السياسى البيت واعتقله. وقال ان الشاعر الراحل كشف فى حواره معه لأول مرة عن فترة عمله ككاتب محكمة فى بداية حياته، وكان أمل دنقل يعمل معه كمحضر فى نفس المحكمة. وقال صادق ان الابنودى فى حواراته السابقة كان يتحدث عن فترة السجن فى حياته بشكل عابر، ولكنه فى حواره معه كشف عن تفاصيل كثيرة، والايام التى قضاها فى سجن القلعة، وانتقاله لسجن القناطر، وحكى عن دور عبدالحليم حافظ فى دخول السجاير له بالسجن، وقيامه بسرقة رغيفى عيش فى احدى الليالى من الكاتب صلاح عيسى والشاعر سيد حجاب والازمة التى حدثت بينهم وانتهت بكسر قدمه ووضعها فى الجبس لمدة شهر. كذلك تحدث عن علاقته بالاخون داخل السجن، ونفى ما رددته الجماعة عن لقائه بالشيخ كشك فى سجن طرة، ومراجعته لأفكاره على يد الشيخ السلفى، واكد انه لم يلتق اطلاقا بكشك. واوضح صادق بأن الابنودى اشار فى حديثه للحالة التى عاشها فى ايام النكسة، والتى دفعته للتطوع مع الفدائيين فى السويس، ولكنهم استبعدوه من هذه الدفعة فعاد للسويس لينشد للناس فى المقاهى والتجمعات قصيدته: يا بيوت السويس، وعدى النهار، قبل ان يغنيها عبدالحليم. وعن الامور التى دارت خارج التسجيل ورفض الابنودى الحديث عنها امام الكاميرا قال صادق انها كانت متعلقة بخلافه مع الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، كذلك تحفظ على الحديث عن الرئيس الاسبق حسنى مبارك، كما ذكر بعضا من حكاياته مع شعراوى جمعة، ولكنه لم يرعب فى الحديث عنها اثناء التسجيل. وعن حلم حياته كما ينقل عن الابنودى فهو «السيرة الهلالية» والتى قال عنها الشاعر الراحل: «أنفق على جمعها فى الكفور والنجوع اللى ورايا واللى قدامى»، وابدى سعادته بمشروع تسجيلها بالصوت والصورة، فى التليفزيون المصرى.