كان جمهور القاهرة على موعد مع أشهر فرقة صوفية فى الوطن العربى، الفرقة المغربية «ابن عربى» التى أحيت حفلين، أمس وأمس الأول، على مسرح قصر النيل، وسط حضور جماهيرى كبير. الفرقة المكونة من 6 عازفين، ويقودها د. أحمد عبدالعزيز خليع، الذى أعرب عن سعادته للعودة إلى مصر بعد غياب 8 سنوات، «قاهرة المعز منبر لكبار الصوفية المصريين، كما كانت تستقبل على أرضها الصوفيين المغاربة وغيرهم من مختلف البلدان». قدمت الفرقة الأشعار الصوفية لكبار الصوفية الأندلسيين والمغاربة والمشارقة من ديوان كبار الصوفيين، مثل أبو الحسن الشوشترى، وسيدى عمر بن الفارق المصرى، وسيدى محمد الحراق الحسنين المغربى، وأحمد بن عجيبة، والإمام محيى الدين بن عربى. وتفاعل الجمهور مع كثير من الأعمال الصوفية المعروفة، مثل «عرفت الهوى»، و«سلبت ليلى»، والإطلالة الخاصة لنشيد «طلع البدر علينا»، و«عذب بما شئت»، و«أحبك حبين». وفى ختام الحفل حرص المطرب عبدالله المنصور والفرقة الصوفية على التقاط الصور التذكارية والسيلفى مع الجمهور الذى كان يتهافت على التقاط الصور مع الفرقة . المطرب عبدالله المنصور قال ل«الشروق» إنه يشعر بالفخر والسعادة لوجوده فى القاهرة، «مصر لها معزة خاصة فى قلوبنا جميعا، وكانت أولى حفلات الفرقة الصوفية التى أقيمت بمصر عام 2004 بدار الأوبرا المصرية». وقال عبدالله إن هناك تشابها بين الشعبين المصرى والمغربى، فى علاقة العشق والاحترام لأهل البيت والتصوف، وهو ما جعل هناك تفاعلا كبيرا بين الجمهور والفرقة. د. أحمد عبدالعزيز خليع قائد الفرقة قال إن رسالة التصوف هى رسالة أهل الله الذين كانوا يدعون إلى السلام والمحبه يتخلقون بأخلاق الله حتى قالوا: «من زاد عليك فى الأخلاق زاد عليك فى التصوف». فالتصوف هو ضبط حواسك ومراعاة أنفاسك، والتصوف أيضا هو التعاطف والتألف بين الناس . وتساءل خليع: لماذا لا يتم الاهتمام بالشكل الكافى بالفن الصوفى من جانب الإعلام المرئى والمسموع والمكتوب؟.. فأرى أنه يجب الاهتمام أكثر من جانب الإعلام بالفن الصوفى، فلابد أن يتحدث الإعلام عن الإبداعات الصوفية، ومن هم الصوفيون، فمن المهم أن يتعرف الناس أكثر على الصوفية التى تجعلك تشعر بروحانية ونتمنى أن يهتم الإعلام بالصوفية. موسيقار الجاز يحيى خليل كان بين الحاضرين، وقال إن الفرقة تتمتع بإمكانيات عالمية ومتميزة، فهم يقدمون لونا من الفنون الحديثة، وهى الطريقة التى جعلت لهم جمهور عريضا فى الدول العربية والخارج. الشقيقتان منة الله، ومنار مصطفى سافرا إلى الإسكندرية من قبل لحضور الحفل التى أحييته الفرقة الصوفية هناك ثم عادا إلى القاهرة لحضور الحفل مرة أخرى. «نحن من أشد المتابعين والمعجبين لفرقة «ابن عربى» التى نتمى أن تكثف نشاطها فى مصر فى الفترات المقبلة لأن جمهورها فى مصر أصبح كبيرا، فقد حرصنا على أن نشاهد حفلى الإسكندريةوالقاهرة بسبب الراحة النفسية والتشبع الدينى الذى شعرنا به فى أثناء سماع الموسيقى الصوفية».