لم أكنْ أتخيلُ أن يأتيَ اليوم، ويكون الأمربيننا يغوصُ فى «روتين» شعورى، قبلة فى الصباح، علاقة فى المساء أو ربما لا، عيوننا لا تتلاقى أحيانا، ويكاد تكون مطلقا، كلمة حبيبتى أكثر من اللازم، لم أعدْ أسمع اسمى منه كثيرا، وربما يكون مطلقا، أعرف أننا لن تكونَ مأساة نهايتُنا طلاقا، ولكننا نسير لانفصالٍ فى الأرواح ربما، أو فتوٍرأو برودٍ، لااا، هو ليس انفصالاً، بل هو انفصام، لقد كنا شخصا، وأمسينا شخصين، نعم فهو انفصام زوّجى. انفصام؟! لا أظنه مريضا بالانفصام، لأنه لو كذلك، لكان فى الصباح أو المساء.. حبيبتى.. « أين «شرابى» لو سمحتِ؟! هناك ستجده بجوار الحذاء، والآخرين فى الحافظة «مغسولين».. أين كنت أنا آه.. لكان فى الصباح والمساء، يشعر أننى واحدة غريبة، نعم الآن أشعر أننى غريبة عنه، لكنه يتذكرنى على الأقل، هل أحمد الله أنه يتذكرني؟! على الأقل.. كما يقول الشيخ على التليفزيون دائما.. فى رده على أى خلافات زوجية، «احمدى ربنا أن جوزك معاكى».. حبيبتى.. أين الحذاء..؟! بجوار الشراب.. هل تذكر مكانه؟! والعمل ياعم الشيخ، لكنه «معذور» فالحياة مليئة بالتفاصيل، والعمل مجهد، كل ما يفعله من أجلنا، ومن أجل أن نعيش أفضل، لكن ماذا لو كلما عشنا أفضل ماديا، مسحت كل مشاعرنا !!، بل مسحت رءوسنا.. أين قميصى المكوى والمغسول؟! كان البشر فى قديم الزمان، تمسح رؤوسهم من الشعر، وتبقى الذكريات، لكن الآن يبقى الشعر، وطرق العلاج كثيرة، لكن هل سيبتكر يوما علاج لنمو الذكريات.. مرة أخرى. حبيبتى.. هل تذكرين يوم زواجنا؟! نعم!.. ماذا تقول؟!.. هل هذا يوم ينسى.. ولماذا تذكرته؟! ها قول لى وأفرحنى بك. لااا.. فقط كنت أريد أن أتذكر كم كان هو؟! لقد أخذت قرضا من صديق يقارب تاريخ زواجنا. من الجيد أنك تتذكر أن عليك قروضا، بالقرب من يوم زواجك، أفضل من أن نتذكر بعضنا وذكرياتنا فى السجون. أين ورقى وأين «الشنطة»..؟! أين وضعتيهم؟ إنهم ما زال على مكتبك منذ أن وضعتهم أنت.. ما هذا؟ ألم تكلفى نفسك لتنظيف المكتب من الأتربة؟! حبيبى.. أنت قولت لى لا تقتربى من المكتب حتى لا أبعثر أوراقك أو أضيعها.. لقد بدأت أغار من هذا المكتب، لقد بدأت أن أغار من أشياء كثيرة، لقد بدأت أشعر أنى أفقد كل المشاعر إلا الغيرة، فلربما يخوننى ولا يتذكر أنه متزوج منى، أو أنه يخوننى دون أن يتذكر أنه يخون.. حبيبتى.. يااا.. آه.. يا روحى.. أين الفطار؟ ممم...! فكرت كثيرا، أن أسأله هل مازلت تحبني!، لكنى تراجعت فهى جملة نسائية زوجية قديمة للغاية، يجب أن أبحث عن جملة جديدة، جملة ربما لا تكون نهايتها عراكا وطلاقا. بيبتى.. آلن تقولى لى ماذا أشترى وأنا عائد للمنزل؟! أم ستتصلى بى! وهل لو قولت لك ستتذكر؟! أنا دائما أقول لك، وتتحجج بالتفاصيل والأمور والظروف والصعاب، التى تقابلها فى طريقك.. أتذكر أننى قابلته فى الشارع مرة، وكان كمن لا يعرف على ماذا يبحث؟، لقد تخطى السؤال عن أشياء فى يده ولا يعلم أين تركها؟!، كا نظارته وهاتفه، لقد تخطى الأمر حتى وضع الأشياء فى الثلاجة، كشرابه أو حذائه أو السكر والمشروبات الساخنة، أتذكر مرة أنه وضع براد المشروبات الساخنة، بعد أن صب منه المشروب فى الثلاجة ولما نبهته، أخرج البراد ثم وضع الكوب وأغلق الثلاجة وراءه، وأخذ البراد فى يده وخرج من المطبخ. .. أكثر ما يفزعنى أن ينسى مكان البيت.. ألا يعود أبدا.. ها هو عاد من عمله، وكنت قد أنهيت أنا أعمال المنزل، لكن الأمر العجيب، أنه لم يلقِ على التحية كا عادته، بل لم ينتبه لوجودى أصلا، سأدخل لأنام حتى لا يذيد همى أكثر. ما سأقوله الآن لن تصدقونه، لقد سهى ونام بالخارج حتى الصباح، أنا أبكى بشدة، كلما تذكرت نظرته لى بعدما تفاجأ بى أمامه، وتردد فى إلقاء تحية الصباح، التفت ووجدته يرمقنى بنظرات مندهشة، لكن الأكثر عجبا أنه فتح الباب، وأخرج بطاقته الشخصية، ونظر على اللافتة المعلقة، التى تعلن اسم صاحب المنزل للطارق، لقد كان يتأكد أن هذا هو منزله، لقد نسى من أكون أنا، بل من يكون هو. الآن بعدما واجهته بالأمر، لا يخرج من مكتبه وينام فيه، لقد خاطبنى مرة، وقال أنه ربما سوء تفاهم فى الأمر، وحاول أن يتسائل عن مشكلتى، وكأننى عابرة سبيل. كانت أخر مرة رأيته فيها، لم يعد للبيت من حينها أو لأى بيت نعرفه. رجاء إن وجدتم هذا الفيديو.. فاعلموا أن مشكلتى كان لا حل لها.. الاسم: مدام!! لاأعرف إن كنت متزوجة أم أرملة؟! لكنى.. لكننى.. لا أذكر اسمى.. ولا بريدى.. ولا من أنا.