احتفلت الطوائف المسيحية في عدد من محافظات الجمهورية، اليوم الأحد، بعيد القيامة المجيد، وشارك المسلمون إخوانهم المسيحيين في احتفالاتهم وقدموا إليهم التهاني بالعيد. ففى محافظة الشرقية، قام الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية، رافقه اللواء مليجي فتوح مليجي مدير الأمن وقيادات المحافظة التنفيذية بزيارة المطرانية والكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية بالزقازيق، حيث قدم التهنئة للإخوة المسيحيين، وكان استقبالهم الأنبا تيموثاوث أسقف الزقازيق ومنيا القمح، والقس سمعان صبحي راعي كنيسة القديس يوسف للأقباط الكاثوليك، والقس رمزي بسطا راعي الكنيسة الإنجيلية. وقال محافظ الشرقية "إن شعب مصر كان وسيظل دائما نسيجا واحدا لا تستطيع أية قوة أن تزرع الفتنة والتفرقة بين عنصريه "المسلمين والمسيحيين"، مشيرا إلى أن الأعياد خير تعبير عن الوحدة الوطنية في أبهى صورها، حيث يحتفل بها كل المصريين على اختلاف انتماءاتهم وأديانهم دون تفرقة بين الأعياد الإسلامية والمسيحية". وأشار إلى أن الإرهاب الأسود أو أي حادث عارض لن ينال من استقرار مصر، ولن يؤثر على تعايش أبنائها، لأننا يجمعنا هدف مشترك هو الحفاظ على الوطن وإعلاء قيمة المواطنة، محذرا الشباب من الأفكار المتطرفة التي تبعدهم عن صحيح الدين. وكان محيط مختلف الكنائس بالمحافظة قد شهد تواجدا أمنيا مكثفا من أفراد الشرطة والجيش ومدرعات القوات المسلحة، لتأمين الاحتفالات وتحسبا لأي أعمال عنف أو إرهاب، فيما ازدحمت الكنائس بالمواطنين، وشارك المسلمون إخوانهم المسيحيين احتفالهم بالعيد، وتبادلوا معهم الزيارات المنزلية للاحتفال بهذه المناسبة في رسالة قوية إلى جميع قوى الشر في العالم، بأن مصر ستظل دائما بعيدة كل البعد عن النزاعات الطائفية التي تفتت الأمم وتضعف الشعوب. وفى محافظة الفيوم، قام المحافظ المستشار وائل محمد نبيه مكرم بزيارة الكنائس لتقديم التهنئة للإخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، حيث زار "دير العزب" لتهنئة الأقباط الأرثوذكس، وكان في استقباله الأنبا إبرام والقمص ميخائيل استراس وكيل المطرانية وقيادات الكنيسة. وقال المحافظ "إن المسلمين والمسيحيين نسيج واحد يعيشون على أرض وطن واحد وتحت سماء واحدة، تربطهم روابط الأخوة والوطنية ويعملون معا لتنمية الوطن وتقدمه وتحقيق أمنه واستقراره، مؤكدا أننا نعتز ونفخر بالروابط والمشاعر القوية والسماحة الدينية التي يتميز بها الشعب المصري وتربط بين مسلميه ومسيحييه، الذين يحرصون على الحفاظ على وحدته التي تميزه بين جميع الشعوب". ورافق المحافظ خلال الزيارة اللواء يونس الجاحر مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، والدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم، واللواء خالد جبرتي سكرتير عام المحافظة، واللواء محمد حمودة السكرتير العام المساعد، وفضيلة الشيخ محمد يونس مدير عام أوقاف الفيوم ومدير المنطقة الأزهرية، بالإضافة لحشد كبير من القيادات التنفيذية والشعبية والأمنية بالمحافظة ورجال الصحافة والإعلام. وفى السويس، قام اللواء العربي السروي محافظ السويس، واللواء محمد عبد اللاه قائد الجيش الثالث، واللواء طارق الجزار مدير أمن السويس والقيادات الشعبية والأحزاب السياسية بزيارة كنيسة "ماري جرجس" لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة المجيد، وكان في استقبالهم الأنبا بموا أسقف محافظة السويس، والأنبا انطونيوس ميلاد وكيل مطرانية السويس، وعدد كبير من قيادات الكنيسة. وأكد المحافظ على عمق العلاقات بين أبناء مصر الحبيبة مسلمين وأقباط، إلى جانب قوة الوحدة الوطنية التي تربط بينهما في السلم والحرب عبر سنوات طويلة، وبدوره، قال مدير الأمن "جميع أبناء الشعب المصري يد واحدة ولن يستطيع أحد التفرقة بيننا". وكانت كنيسة "ماري جرجس" قد شهدت تواجدا مكثفا لقوات الجيش والشرطة في محيطها لتأمينها، فضلا عن تواجد قوات الشرطة العسكرية بالطرق المؤدية للكنيسة. كما قام محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبد المنعم رافقه القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة بزيارة لمطرانيات الأقباط بمدن المحافظة (سوهاج، أخميم، البلينا، جرجا، طما، طهطا) لتقديم التهنئة للأخوة المسيحيين بعيد القيامة، كما زار المحافظ الأطفال الأيتام بجمعية "بيت الرحمة المسيحية" بمدينة سوهاج، وقدم لهم التهنئة بالعيد ووزع الحلوى عليهم. ونوه المحافظ بروح الإخاء والتسامح بين أقباط مصر ومسلميها لأنهم نسيج أمة واحدة عاشوا علي أرض مصر كشعب واحد وخاضوا معا الحروب ضد المحتل وجميعهم في خندق واحد للذود عن تراب مصر، مؤكدا أن جميع المحاولات المتربصة بأمن مصر من أجل تفتيت وحدتها وزعزعة الاستقرار بداخلها سيكون مصيرها الفشل، مدللا على ذلك بروح الوحدة الوطنية التي ظهرت بين المسلمين والمسيحيين خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو ولا تزال كذلك في خوض الحرب معا ضد الإرهاب. ومن ناحيته، وجه أساقفة المطرانيات الشكر للمحافظ ومرافقيه على تهنئتهم لهم بالعيد، كما وجهوا الشكر لرجال الشرطة وقوات الجيش لما بذلوه من جهد في تأمين قداس واحتفالات عيد القيامة بمختلف أنحاء المحافظة. وفى المنوفية كذلك قام الدكتور هشام عبد الباسط المحافظ رافقه الدكتور معوض الخولي رئيس جامعة المنوفية، واللواء ممتاز فهمي مدير الأمن، واللواء أسامة فرج السكرتير العام للمحافظة بزيارة لمطرانية المنوفية بشبين الكوم لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد، واستقبالهم الأنبا بنيامين أسقف المنوفية. وأعرب محافظ المنوفية عن سعادته البالغة بمظاهر الاحتفال التي جمعت بين المسلمين والأقباط، مؤكدا علي لحمة هذا الشعب وقدرته علي مواجهة كافة التحديات، لافتا إلى ما واجهته هذه اللحمة من أحداث أرادت النيل منها، إلا أن الشعب المصري أكد وفاءه وأصالة انتمائه لهذا الوطن وقد ضل الإرهاب طريقه عندما حاول استغلال الفارق العقائدي ولم يتخيل بضحالة فهمه وسطحية تفكيره أن الروابط التاريخية والثقافية والانتماء للوطن معان تأصلت في نفوس المصريين وشكلت وجدانهم". وبدوره، أعرب الأنبا بنيامين عن سعادته الغامرة بهذه المشاركة التي تؤكد أن أبناء هذه الأمة دائما تجمعهم احتفالاتهم بأعيادهم سواء كانت إسلامية أو قبطية، مؤكدا أن أبناء هذه الأمة سيظلوا في نسيج واحد يربطهم عشق تراب هذ الوطن وتكمن قوتهم في وحدته. وبمحافظة شمال سيناء، احتفل الإخوة المسيحيين بمحافظة شمال سيناء بعيد القيامة المجيد، حيث أقيم القداس بمطرانية وكنيسة العريش، وسط توافد كبير من المسلمين على المطرانية لتهنئة الأخوة المسيحيين بالعيد، وأقيم القداس الرئيسى بالمطرانية بحضور الأنبا قزمان أسقف مطرانية سيناء الشمالية. وزار اللواء السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء رافقه اللواء على العزازى مدير الأمن، والقيادات الأمنية، والمهندس محمد البيك رئيس مركز ومدينة العريش، والقيادات السياسية والتنفيذية والشعبية، ورجال الدين الإسلامى بالأوقاف والأزهر الشريف، وممثلو الأحزاب والقوى السياسية وائتلافات الشباب ومنظمات المجتمع المدنى، مطرانية الإخوة المسيحيين بضاحية السلام بالعريش لتقديم التهنئة بالعيد، وكان في استقبالهم الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية وعدد من القساوسة ورجال الدين المسيحى والأسر المسيحية. وأكد المحافظ وحدة الشعب المصري في مواجهة كافة التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن وضرورة التصدى لها، مشيرا إلى أن الشعب المصرى نسيج واحد لم يعرف التفرقة بين المسلمين والمسيحيين، متمنيا كل تقدم والازدهار لأبناء مصر عامة وسيناء خاصة، وأن تشهد التنمية والتعمير في شتى المجالات حتى يعيش الجميع في مصر وسيناء في أمن وسلام وأمان، وأن يتم اقتلاع جذور الإرهاب. وبدوره، أشار الشيخ محمد بدير أحد مشايخ الأزهر الشريف بالمحافظة إلى وحدة الأمة بعنصريها، مؤكدا أن الجميع من مسلمين وأقباط يعيشون على أرض واحدة ويجمعهم وطن واحد، قائلا "فمصر هى بلد التسامح والمحبة للجميع.. والدين الإسلامى السمح قرآنا وسنة يدعو إلى التسامح والحب بين البشر والعمل من أجل خير الجميع". ومن جانبه، أكد الأنبا قزمان أن كل المصريين أخوة وأسرة واحدة على أرض مصر، التي باركها الله، منوها عن أن المسلمين يشاركون إخوانهم المسيحيين في الاحتفال بالعيد، وأن وجود قيادات وممثلى شعب سيناء يشعرنا بالبهجة في هذا اليوم وأننا جميعا كيان واحد، مذكرا بقول البابا شنودة "مصر وطن يعيش فينا".