منذ يومين، وقعت منطقة الغورية «المول التجاري العجوز للقاهرة» بين فكي حريق هائل بمصنع للزيوت وخامات العطارة التهم معه 4 منازل مجاورة، صرخات النجدة لم تأت من هذه المنطقة وحدها، بل هناك أصوات تعالت من مناطق الأزهر والدرب الأحمر لكونها مواقع متداخلة مع الغورية. يتحدث بعض الباعة وأصحاب المحلات في منطقة الدرب الأحمر عن مشكلات بالجملة يواجهونها، في مقدمتها غياب التأمين من الحرائق والمصائب، فحريق مصنع الزيوت ما هو إلا إنذار لما هو أخطر، فالبيوت جميعها من الداخل قائمة على الخشب، ولا تفصلها عن بعضها أي وسائل حماية. «الدرب الأحمر» واحدة من أقدم مناطق القاهرة التاريخية، وتضم 65 أثرًا إسلاميًا وسط أحياء مركزية في القاهرة، ويحيط به شمالا حي الجمالية، وغربا أحياء «الموسكي، عابدين، السيدة زينب»، وجنوبًا حي الخليفة، وشرقًا طريق النصر. مصنع الكابتن للزيوت أكلته النيران بمنطقة التربيعة، مركز صناعة وبيع الزيوت والعطور وخامات العطارة، والتخوف الآن من تعرضها لكارثة أخرى مفاجئة، وقد يزيد الأمر على 4 منازل هذه المرة، خصوصًا مع صعوبة دخول سيارات الحماية المدنية إليها لضيق الشوارع، وأجمع الباعة في المنطقة على أن المحلات جميعها غير مؤمنة، ولا توجد بها وسائل للحماية من الحريق أو محاولة احتوائه. على بُعد أمتار من «التربيعة» هناك منطقة «الحمزاوي» التي تشتهر بمحلات القماش، لم لا وبها شارعا «الغورية والأزهر»، اللذان يضمان محلات صغيرة متراصة بجوار بعضها البعض لتعرض أشكالا متنوعة ومختلفة من الأقمشة، لكن مع حريق مصنع الزيوت ساد الارتباك والتوتر أصحاب محلات الأقمشة وسارعوا بتخزين البضاعة المعروضة، وغلق المحلات خوفًا من امتداد النيران إليها. في نفس المنطقة هناك «الفحامون»، وتجمع محلات بيع الأحذية، المستوردة ومحلية الصنع، واشتكى بعضهم يوم الحريق من ارتفاع أسعار الإيجارات وتوقف عجلة البيع والشراء، نظرًا لظروف البلاد الاقتصادية، مطالبين الدولة بمساعدتهم في الانتقال لأماكن أكثر أمنًا واتساعًا بإيجارات منخفضة السعر، دون الحاجة إلى ترك مصدر رزقهم. «الدرب الأحمر» منطقة تعرف بأنها من أكبر المتاحف الإسلامية المفتوحة، ومن أقدم مناطق القاهرة التاريخية، وتضم 65 أثرًا إسلاميًا، فضلا عن جامع الأزهر، وشوارع هذا الحي لها تاريخ يمتد لجميع العصور، فبيوت هذا الحي تتميز بالطراز العثماني إلا أن معظمها لم يسجل كأثر أو كمنازل تاريخية ذات طراز معماري متميز.
منطقة الجمالية - تصوير: هبة خليفة
منطقة الجمالية - تصوير: هبة خليفة الخوف لم يتوقف على ما سبق، بل هناك خوف من تأثير ما سبق على أحياء أخرى تضم سلسة أثرية تمثل مصدرًا غير عادي للدخل بها، كحي الجمالية الذي يمثل مجمعًا للآثار الفاطمية والمملوكية، وشارع المعز الذي يعد قبلة لعدد كبير من الزائرين يوميًا.
شارع المعز - تصوير: مجدي إبراهيم وأبرز هذه الآثار «جامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر، وعدد من محلات بيع الذهب والفضة، والصناعات اليدوية»، فضلا عن عدد من أسوار القاهرة القديمة، وبواباتها، والمدارس الأيوبية والمملوكية، وخان الخليلي والنحاسين. أما «الموسكي» فيضم عددًا من المباني الحكومية والترفيهية ذات الطابع المعماري الأوروبي، خاصة الفرنسي والبلجيكي، والتي بناها الخديوي إسماعيل وكل واحدة منها تحفة فنية، بجانب تجمع لعدد من المساجد والكنائس والمعابد اليهودية. وفي اتجاه جنوبالقاهرة يقع حي الخليفة، ويدعى أيضًا حي القلعة لاحتضانه قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تطل عليه، ويربطه بقلب القاهرة شارع القلعة المؤدي إلى العتبة الخضراء، وهذا الحي عامر بالمساجد والآثار الإسلامية ويعرف باسم المنشية أيضًا. يتسم حي الخليفة بطبيعة المناطق الشعبية، حيث تنتشر بها العقارات والمقابر القديمة، والمساجد الأثرية ذات التاريخ والطبيعة الدينية، ويعد مسجد السلطان حسن من أهم معالمه التاريخية، وهو مزار سياحي تتجه إليه الأنظار وتنظم له كثيرا من الرحلات السياحية.