«سيطرة تحالف للجماعات الإسلامية تقوده جبهة النصرة (فرع القاعدة فى سوريا) على محافظة إدلب بالكامل، السبت الماضى، يؤكد أن الرئيس السورى بشار الأسد أمامه طريق طويل لكسب الحرب الأهلية، كما أنه يمثل أكبر خطوة تغيير لتنظيم القاعدة منذ أن ظنت الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها أن التنظيم هزم فى العراق، وقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن».. هكذا استهلت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية تقريرها عن الصراع بين التنظيم المتطرف و«داعش» على زعامة الإرهاب فى العالم. وقالت الصحيفة إن «القاعدة وفصائلها، بما فى ذلك داعش، لهم موطئ قدم الآن فى جميع أنحاء العالم الإسلامى، من نيجيريا فى غرب أفريقيا، مرورا بالشرق الأوسط وصولا إلى جنوب شرق آسيا»، موضحة أن «كلا من التنظيمين الآن فى حرب ضد الآخر ومع ذلك، لا يرجع الأمر لفروق أيديولوجية». وأوضحت الصحيفة أن «تنظيم القاعدة، على الرغم من دعمه للمعركة ضد الأسد، فإنه يعتقد أن الغرب هو الهدف الرئيسى، فيما يعتقد داعش أن النقاء الإيديولوجى لابد أن يتحقق قسريا فى الداخل أولا ويعزز من ذلك استمرار مقاطع الفيديو لقتل وقطع رؤوس أعدائه، بما فى ذلك الجنود الشيعة الذين تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم فى المناطق الخاضعة لنفوذه». وأكدت الصحيفة أن «انتصار القاعدة فى إدلب يأتى بمثابة دفعة قوية لمعنويات التنظيم، لأن انتصارات داعش فى العراق العام الماضى، والدعاية التى حصل عليها من أشرطة الفيديو التى يبثها، أكسبته انتصارا على القاعدة فيما يخص ولاء الجماعات الجهادية فى جميع أنحاء العالم الذين رأوا أن حرب الإسلام المتشدد قد سكنت بعد وفاة بن لادن». ولفتت إلى أن «داعش وزعيمه أبوبكر البغدادى (الخليفة المزعوم) اكتسبا زخما من قوتهم الوحشية التى كنت براقة بالنسبة للبعض». وقالت الصحيفة إن «عددا من الجماعات كانت قد أعلنت الولاء لداعش، بما فى ذلك بوكو حرام فى نيجيريا، وأنصار ببيت المقدس فى سيناء والميليشيات القابضة على بلدتى درنة وسرت فى ليبيا»، مضيفة: «على النقيض من ذلك، ضعف الموالين لتنظيم القاعدة مثل المجموعة التى طردهم الفرنسيون من مالى فى عام 2013، أو أولئك الذين انقسموا (لم يسمهم)، فيما بدا آخرون دون التزام واضح تجاه أى من التنظيميين، وربما مازالوا فى مرحلة جس نبض»، على حد تعبيرها. وأكدت الصحيفة أن سيطرة داعش على الأراضى مكنته من أن يكون أكثر نشاطا، إذ أرسل أمراء للمساعدة فى القتال فى ليبيا، وربما فى حروب أخرى أيضا، فى حين أنه ليس من الواضح إلى أى مدى يمكن لتنظيم القاعدة عمليا توجيه موارد فى جميع أنحاء العالم»، منوهة إلى أن أحداث الأسبوع الماضى (السيطرة على إدلب، الحرب فى اليمن) قد تغير من ذلك الوضع. وأوضحت الصحيفة أن تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، بقيادة ناصر الوحيشى (الرجل الثانى فى التنظيم بعد أيمن الظواهرى)، بإمكانه تحقيق مكاسب من الحرب الأهلية المستعرة الآن فى غرب اليمن».