أكد زعيم تنظيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، اليوم الأربعاء، حرص الجبهة على عدم الاستئثار بحكم مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد أيام على سيطرة مقاتليه وفصائل إسلامية أخرى على كامل المدينة. وقال الجولاني، في تسجيل صوتي بثته شبكة "المنارة البيضاء" التابعة للتنظيم على موقعي يوتيوب وتويتر، "نؤكد على عدم حرصنا على حكم المدينة أو الاستئثار به دون غيرنا، وإنما حرصنا ان تكون المدينة بأيد أمينة يحققون فيها العدل ويسحقون الظلم.. ويبسطون الشورى فإن الشورى خير نظام حكم أمرنا الله بها". وأضاف أن "مهمة الحفاظ عل النصر أشد صعوبة من تحقيق النصر.. ولأن الأعداء والمتربصين بنا يراهنون على خلافنا وسوء تدبيرنا وفشلنا بعد النصر". وجاءت كلمة الجولاني، التي حملت عنوان "نصر من الله وفتح قريب" بعد سيطرة "جيش الفتح"، وهو ائتلاف يضم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وكتائب إسلامية عدة أبرزها جبهة أحرار الشام الإسلامية، يوم السبت الماضي على كامل مدينة إدلب، لتصبح بذلك مركز المحافظة الثاني الذي يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد الرقة (شمال). وتوقع محللون، أن تسعى الجبهة بعد سيطرتها على إدلب إلى إنشاء "إمارة" يكون الهدف منها منافسة دولة "الخلافة"، التي أعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" في نهاية يونيو، إقامتها في المناطق التي يسيطر عليها في العراقوسوريا. وشدد الجولاني، على أنه "لا بد من دفع أسباب الفرقة والخلاف" بين مختلف فصائل جيش الفتح التي دعاها إلى أن تجمع قوتها "لنصرة الإسلام والمسلمين". وأضاف "أن ريح النصر التي هبت على أرض الشام تثبت للجميع أن السعي خلف الغرب ودول الإقليم لتحقيق النصر لهو سعي خلف السراب". وأكد أن تحقيق "النصر" ليس ممكنًا على "أيدي القتلة المجرمين أو عملاء الغرب الذين ما فتئوا يطعنونا بظهورنا ليحظوا برضى الأميركيين..". وهنأ الجولاني، أهالي المدينة ب"النصر"، متعهدًا بحسن معاملتهم وتدبير شؤونهم، ودعا إلى "تشكيل لجنة إشراف" من قبل الفصائل "تلبي احتياجات أهالي المدينة". كما شدد على ضرورة "الحفاظ على الممتلكات والخدمات والمرافق العامة"، مناشدًا "الموظفين العودة إلى أعمالهم في القطاعات الخدمية". وأشار زعيم جبهة النصرة إلى أهمية "الإسراع في إنشاء محكمة شرعية تقضي بين الناس وتفض الخصومات وتفصل بينهم في النزاعات". وفي موازاة تذكيره المقاتلين بأنه لهم "أهلاً محاصرين في دمشق وريف وحمص وحلب.. ينتظرون نجدتكم فلا تخذلونهم"، أكد أن هيبة "المجاهدين والأمراء ليست في ترويع الناس، ولكن في تأمينهم وكف الظالم وأخذ الحق للضعيف فيهاب القوي ويأمن الضعيف، ويومها يلتف الناس حول المجاهدين بدلاً من أن يلتفوا عليهم..". ويقود الجولاني جبهة النصرة التي انطلقت في يناير 2012 بعد أشهر على اندلاع الاحتجاجات ضد النظام السوري، وتضم مجموعة من الجهاديين الذين قاتلوا في العراق. ويتمركز مقاتلو الجبهة منذ أبريل 2013 بشكل خاص في شمال غرب سوريا. وتعد النصرة من المجموعات الأكثر تنظيمًا وانضباطًا وتحظى بحاضنة شعبية أكبر من تلك التي يحظى بها تنظيم "الدولة الإسلامية".