كاتب يمنى: القضاء على معسكرات الجيش ودباباته خطوة ستكمل عهد الميلشيات.. ومحلل سياسى: هذا جيش صالح ونرحب بضربات «عاصفة الحزم» ضده بدأت دعوات بالأوساط السياسية اليمنية تطالب بالحفاظ على الجيش ومقدراته من التدمير، مع استمرار غارات تحالف «عاصفة الحزم» على القوات الموالية لجماعة الحوثى والرئيس السابق، على عبدالله صالح. وتركز غارات الطيران على ضرب معسكرات قوات الحرس الجمهورى الخاضعة لصالح فى صنعاء وضواحيها، خصوصا معسكر ريمة حميد فى سنحان، ومعسكر 48 لقوات ألوية الاحتياط بمنطقة حزيز (جنوبصنعاء)، معسكرى الصمع والفريجة فى أرحب، ومعسكر القوات الخاصة بمنطقة عصر (غرب العاصمة)، وأيضا استهداف معسكر ألوية الصواريخ الاستراتيجية بمنطقة فج عطان، ومخازن السلاح فى جبل نقم (شرق صنعاء). وفى الوقت الذى يرى فيه البعض أن عملية عاصفة الحزم هى اعتداء وانتهاك للسيادة، وتدمير للبلد والجيش اليمنى، يعتقد كثيرون أن هذا الجيش لم يحم صنعاء من ميليشيا الحوثى، بل شارك فى إسقاطها، وظل خاضعا لأوامر الرئيس السابق صالح ونجله أحمد، وأسهم فى نشر الفوضى وإدارة صراعاته مع خصومه والانتقام من الشعب الذى ثار عليه عام 2011. وفى تصريحات ل«الجزيرة نت»، أمس، قال الكاتب نبيل سبيع إن «القضاء على المعسكرات والدبابات والمدفعية العسكرية الثقيلة تعد خطوة كبيرة أخرى ستكمل رسم وجه العهد الميليشياوى الخالص الذى ستلقى عاصفة الحزم باليمن إليه فى لحظة انهيار الدولة فيها وصعود الميليشيات». وباعتقاد سبيع فإن «ضربات عاصفة الحزم لن تقضى على ميليشيا الحوثى، لكنها ستقضى على ما تبقى من الجيش اليمنى، حيث إن القضاء عليه رغم ملاحظاتنا عليه سيلقى باليمن فى هاوية سحيقة، هاوية فشل الدولة والحروب الأهلية الميليشياوية متعددة الوجوه». من جانبه، قال الناشط الحقوقى المحامى خالد الآنسى إن «الجيش اليمنى كان مهابا خارجيا فكسر هيبته المخلوع صالح بمسرحية إسقاط أطفال الحوثى معسكراته ونهب دباباته وأسلحته». وأضاف أن «الجيش كان مهابا داخليا حتى ظهر أنه جيش خاص بالمخلوع وعائلته، وأن وظيفته هى قمع اليمنيين وقتلهم ومعاقبة الشعب لأنه وقف ضد فساد المخلوع وعائلته ونظام حكمه». وأشار إلى أن صالح جعل الجيش خاصة الحرس الجمهورى «بنادق وبيادق بيد الحوثى، بل خلع اللبس العسكرى من الجيش وجعله يردد صرخة الحوثيين ويشارك فى الحرب على الشعب والقضاء على ثورة 2011، وتفجير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم». وقال رئيس تحرير مجلة شبابيك صادق الشويع إن «الحرس الجمهورى كان موجها ضد الشعب فى جميع مواقفه، ولم يتخذ حتى موقفا واحدا يتذكره الشعب بامتنان، مما جعل الكثيرين يؤيدون انتهاء هذا النوع من الجيش بأى طريقة، باعتباره مناطقيا أسريا لا يخدم البلاد، على الرغم من خسارة اليمن وتكبدها ما لن تستطيع إعادته فى عشرين عاما قادمة». كما لفت الشويع فى حديث ل«الجزيرة نت» إلى أن «انسداد الحلول الداخلية ساعد تحالف «عاصفة الحزم» على كسب تعاطف الكثير من أبناء اليمن، إضافة إلى استرجاعهم حقيقة اتجاه حلف الحوثى صالح، لاستنساخ تجارب الأنظمة التابعة لإيران كالعراق وسوريا، باعتبار إيران فى نظرهم تحمى حلفاءها». بدوره، قال المحلل السياسى فيصل على إن «تركيبة الجيش اليمنى منذ عام 1968، وما بعدها قائمة على العصبية المناطقية المذهبية السلالية، كما أن معظم منتسبى هذا الجيش وقادته هم من ثلاث محافظات: عمران وصنعاء وذمار، وخمس مديريات تحديدا». ورأى أن هذا «الجيش الذى يتباكى عليه صالح والحوثى تحول إلى ميليشيات، وبدأ غزو المدن فى الوسط والغرب والشرق والجنوب فى هستيريا طائفية غير معهودة لتكريس السيطرة على البلد، ولذلك فإن الشعب اليمنى يرحب بضربات عاصفة الحزم ضد جيش صالح».