اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، استيلاء ائتلاف جماعات إسلامية مسلحة ومن ضمنها جناح تنظيم القاعدة في سوريا، على مساحات واسعة من مدنية إدلب الشمالية عقب أربعة أيام من القتال العنيف، بأنه يعد تحولا غير معتاد في خط المواجهة منذ أربعة أعوام من اندلاع الثورة السورية. وذكرت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، أنه "في حال تعزيز المسلحين قبضتهم على إدلب، كما يبدو حاليا في شرائط الفيديو التي تظهرهم يسيطرون على مباني حكومية في وسط المدينة، فإنها ستصبح المرة الثانية خلال الحرب التي تفقد فيها الحكومة تماما السيطرة على عواصمالمحافظات حيث فقدت مدينة الرقة قبل عامين". وأشارت الصحيفة إلى أن "مدينة الرقة (شمال شرق سوريا)، استولى عليها مقاتلون من ضمنهم أفراد من جبهة النصرة وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، حيث كان بمثابة نصر تم الاحتفال به في هذا الوقت حتى من قبل معارضين أكثر اعتدالا للرئيس السوري بشار الأسد، ولكن ثبت فيما بعد أنها باتت كارثية بالنسبة للمعارضة". وذكرت أن "تنظيم (داعش) الإرهابي، استولى بعد ذلك على الرقة واستخدمها كقاعدة لتوسيع حكمه المتطرف". وعادت الصحيفة إلى "عملية الاستيلاء على إدلب"، مبينة أنه "بالرغم من احتفال بعض سكان إدلب بهذه السيطرة واستقبال المقاتلين بالهتاف لتمزيقهم ملصقات الأسد أو باحتضان أقارب المسلحين الذين عادوا إلى المدينة للمرة الأولى منذ سنوات، تدفق آخرون للخروج من المدينة بقوافل من السيارات والشاحنات المحملة التي أغلقت الطرق". وأوردت «نيويورك تايمز»، أن "الجمعية الطبية الأمريكية السورية توقعت أن أكثر من مائة ألف شخص سينزحون بسبب القتال في إدلب، التي كانت مكتظة بالفعل بالنازحين من مناطق أخرى". كما رأت أن "الحكومة السورية لن تقف مكتوفة الأيدي فبإمكانها إطلاق العنان لحملة جديدة من القصف الجوي، وهو تكتيك تستخدمه في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في حلب وفي ضواحي دمشق".