بعد آسيا وأوروبا، واصلت القارة الأمريكية مبادرة «ساعة الأرض»، مساء السبت، في هذه السنة المحورية في مكافحة التغير المناخي. ففي نيويورك، خفتت الإنارة في مبنى «إمباير ستايت بلدينج» الشهير، وكذلك الأمر بالنسبة للوحات الإعلانية في مسارح برودواي. وقبل ساعات قليلة، كانت الأنوار انقطعت كليا في أهم نصب باريس. فعند الساعة 20.30 بالتوقيت المحلي (الساعة 19.30 ت ج) حجبت الأنوار كليا عن برج إيفل لمدة خمس دقائق. وقد تقرر الإطفاء لهذه المدة القصيرة فقط، لأسباب أمنية. وإلى جانب برج ايفل، غرق حوالي 300 معلم باريسي في الظلمة في إطار عملية «إيرث آور» (ساعة الارض)، التي تنظم للمرة التاسعة هذه السنة بمبادرة من الصندوق العالمي للطبيعة. ويؤكد الصندوق، أن الفكرة لا تقوم على الاقتصاد في استخدام التيار الكهربائي لمدة ساعة بل التذكير بالكلفة التي تتكبدها الأرض جراء الطاقة المستهلكة والمطالبة أيضا بالتزامات دولية قوية للجم الاحترار المناخي. وتستضيف باريس نهاية العام 2015 (من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر) المؤتمر العالمي المعني بتغير المناخ. في برلين، كتب ناشطون شعار «إنقذوا مناخنا الآن!» بواسطة شموع وضعت في أكياس ورقية وصفت على الأرض قرب بوابة براندنبورج. وفي موسكو أطفأ قصر الكرملين أنواره أيضا لمدة ساعة. ومن بين المعالم الأوروبية الشهيرة التي شاركت في المبادرة أيضا، متحف أرميتاج في سان بطرسبرج وبيج بن والبرلمان البريطاني في لندن والكولوسيوم في روما وناطحات السحاب في فرانكفورت، مرورا بساحة الأبطال في بودابست وأكروبوليس في أثينا. في مدريد وفي الحدائق المقابلة للقصر الملكي، قام دراجون ما إن أطفئت الأنوار بالتدويس على مسرح، لإنارة مجسم ضخم لكوكب الأرض وسط تصفيق عشرات الأشخاص الذين لوحوا بكرات أرضية صغيرة وهم يرقصون ويغنون. وقد انضم ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز إلى المبادرة عبر شريط فيديو، قال فيه إن هذا التحرك "تذكير رمزي وقوي بأنه لو اتحدنا يمكننا أن نغير مجرى الأمور". وأضاف "يجب أن يذكرنا ذلك أن الوقت يداهمنا لنقوم بهذه التغييرات". وتابع محذرا: "لو كان كل فرد على الأرض يستهلك الموارد الطبيعية بالوتيرة الحاصلة في بريطانيا فسنحتاج عندها إلى ثلاثة كواكب لتوفير كل هذه الموارد". وانطلق هذا التحرك العالمي في سيدني عند الساعة 20.30 بالتوقيت المحلي (الساعة 09.30 ت ج). وقال توني جنينجز خلال تواجده تحت جسر سيدني الشهير فوق خليج المدينة عند إطفاء الأنوار عنه بالكامل "يبدو كأن كل شيء اختفى تقريبا". وفي أستراليا، وهي من أهم الدول على صعيد الإنتاج الزراعي، تهدف مبادرة «ساعة الأرض» خصوصا إلى تسليط الضوء على المخاطر التي يحملها الاحترار المناخي على المحاصيل الزراعية. كذلك غرقت ناطحات السحاب الشهيرة في هونج كونج وأبرزها برج «إنترناشونال كومرس سنتر» (مركز التجارة العالمية) المؤلف من 118 طابقا، وهو أعلى مبنى في المدينة، في الظلام بعد إطفاء الأنوار عنها ضمن مبادرة «ساعة الأرض». أما تايوان، فأطفأت الأنوار عن برج تايبه 101، أعلى برج في العالم سابقا قبل الإطاحة به من جانب برج خليفة في دبي، كذلك الأمر بالنسبة للبرجين التوأمين في العاصمة الماليزية كوالالمبور اللذين غرقا في الظلام لمناسبة «ساعة الأرض». وألغت سنغافورة مشاركتها في العملية، بسبب الحداد الرسمي على وفاة مؤسسها لي كوان يو.