ألقى نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية كلمة فى القمة العربية ال26 المنعقدة فى شرم الشيخ وفيما يلى نصها: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .. السيدات والسادة اسمحوا لي بدءا أن أوجه التحية والتهنئة والتقدير إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة ترأسه أعمال القمة العربية السادسة والعشرين، متمنيا لسيادته وللدبلوماسية المصرية تحت قيادته كل التوفيق والسداد في إدارة العمل العربي المشترك، فى ظل مانشهده من أوضاع شديدة الصعوبة وبالغة التعقيد، وفى ضوء الأخطار المحدقة بالمنطقة العربية. أود أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير دولة الكويت، الذى ترأس أعمال الدورة السابقة للقمة العربية، وقاد خلالها دفة العالم العربي المشترك بكل حكمة وخبرة وحرص شديد على وحدة الموقف العربي. السيد الرئيس.. يتغير العالم العربي بسرعة وبعمق، هذا التغيير لابد أن يطال الجامعة العربية، وهو ماحرصت على التأكيد عليه منذ بداية مهمتي، فإما أن نجعل من الجامعة أداة للتغيير المسئول أو نتركها للتيار العارم يجرفها فى طريقه. وهنا تكمن دورة إعادة النظر فى أداء الجامعة وبنيتها ومؤسساتها إن أردنا لها مواكبة التغييرات التى يشهدها العالم العربي اليوم، ولقد استجابت القمة العربية لهذا النداء، وأمام حضراتكم اليوم الثمرة الأولي لهذه العملية وهى مشروع الميثاق بصيغته المعدلة، ومشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن للتفضل باتخاذ القرار المناسب بالنسبة لهما، مع مايتطلب ذلك من مواصلة المشاورات بين الدول الأعضاء لاستكمال عملية تطوير الجامعة العربية. السيد الرئيس، يواجه العالم العربي ومنذ نشأة جامعة الدول العربية قبل 70 عاما تحديات جسام شهد خلالها العديد من محاولات التدخل فى شئونه الداخلية وتهديد سيادة الدول، وتعرضت عدة دول للعدوان بل وللاحتلال فى بعض الأحيان، وفى مواجهة كل هذا تضامنت الدول العربية ونسقت جهودها قدر استطاعتها ووفقا لما سمحت به الظروف المتاحة. وفي خضم كل ذلك كانت القضية الفلسطينية دائما ولا تزال تشكل التحدى الأكبر والأخطر فى المنطقة العربية على اتساعها، لن تنعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الاحتلال الاسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية وطالما أن الجهود الدولية المبذولة لمعالجتها ما تزال تراوح مكانها، وذلك يتطلب تبنى مقاربة جديدة تهدف إلى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند إلى مبادرة السلام العربية وإلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى وإقرار حل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. إن فرص تحقيق السلام الشامل والعادل فى المنطقة تتضاءل ومستقبل المشروع الوطنى يتعرض لأفدح المخاطر إذا لم يتحمل العرب والمجتمع الدولى ومجلس الأمن المسئولية لوقف مسلسل المفاوضات العبثية ودفع اسرائيل لإقامة حل الدولتين وفق جدول زمنى محدد وآلية تضمن التزام التنفيذ وذلك تحت الإشراف المباشر لمجلس الأمن باعتباره يتحمل المسئولية الرئيسية للمحافظة على السلم والأمن الدولى. السيد الرئيس.. إن نظرة سريعة على واقع العالم العربى توضح عمق المأساة وحجم التحديات غير المسبوقة التى نشهدها وليست مجاراة الأعداء فحسم هى المسئولة عن ذلك ولكن تراكم المشكلات والأزمات التى تواجه دول المنطقة منذ عقود طويلة وباتت تهدد كيانات الدول العربية ووحدتها الوطنية فى الصميم وتنذر بمخاطر الانزلاق إلى هوة من الفوضى والدمار.. يحضر الأمل اليوم بأن تطلق عملية عاصفة الحزم التى بادرت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها فى التحالف للدفاع عن الشرعية فى اليمن مقاربة جديدة للتعامل العربى الجماعى الفعال مع التحديات الخطيرة التى تواجه الأمن القومى وسلامة واستقرار الدولة الوطنية العربية بمختلف مكوناتها.. وأود أن أعرب عن التأييد التام لهذه المبادرة باعتبارها إجراء لابد منه من أجل حماية أبناء الشعب اليمنى وحكومته الشرعية التى جاءت استجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنى بعد فشل جميع الجهود التى بذلت من أجل وضع حد لتمادى جماعة الحوثيين.