رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم أن حالة صمت المتشددين الإيرانيين حيال المحادثات النووية هو نتاج لسياسات دولتهم التي تهدف بقيادة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي للقيام بمحاولة جادة للعثور على حل عبر المفاوضات. وأوضحت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الالكتروني، أن هناك زمرة من المتشددين من رجال الدين الشيعة وقادة الحرس الثوري، لديهم رأي صريح عادة فيما يتعلق بموضوع البرنامج النووي الإيراني، إذ حيث يعلنون دائما عن حق بلادهم للمضي قدما في مصالحها والتنديد بالولاياتالمتحدة، وتابعت أن الوضع بالنسبة لهؤلاء تغير تماما عندما بدأت الولاياتالمتحدةوإيران استئناف المحادثات النووية هذا الأسبوع حيث توارى المتشددون عن الانظار. ونقلت الصحيفة عن نادر كريمي جوني وهو عضو سابق في قوات الحرس الثوري والباسيج - وهي عبارة عن مجموعة شبه عسكرية من المتطوعين - قوله إن "المتشددين تحلوا بالهدوء بشكل ملحوظ". وذكرت الصحيفة أن صمتهم هو نتيجة لسياسات الدولة التي تهدف من جانب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي، إلى محاولة جدية لإيجاد حل من خلال المفاوضات حيث أن خامنئي يدعم إلى حد كبير المحادثات النووية والمفاوضين الإيرانيين، الذي وصفهم "بأهل خير ورعاية، يعملون لصالح البلاد." وأشارت الصحيفة إلى أن حالة ضبط النفس من جانب المتشددين يعكس أيضا حالة من الارتياح العام، كما يقول محللون، حيال الاتجاه الذي تسير فيه المحادثات ونجاحات إيران في توسيع وتعميق نفوذها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. وتابعت الصحيفة أنه نتيجة لذلك، قلت المظاهرات التي كانت تحاول حث الدولة على عدم المضي قدما في المحادثات، كما قلت أيضا الاجتماعات بين السياسيين المتشددين والجماعات الطلابية الذين أعربوا عن قلقهم حيال التوصل لصفقة محتملة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الأمر انعكس أيضا على الشارع الإيراني حيث تم استبدال اللوحات الإعلانية في طهران التي كانت تصور المفاوضين الأمريكيين بأنهم كوماندوز وشياطين بشعارات تدعم التواصل الدولي لحكومة الرئيس حسن روحاني، السياسي المعتدل الذي تعهد بإتمام هذه الصفقة النووية وإنهاء العقوبات الاقتصادية الخانقة.