تطورات سريعة ومتلاحقة تلك التي تشهدها اليمن خاصة في محافظات الجنوب منذ الخميس، حينما استطاعت قوات الجيش المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي واللجان الشعبية الجنوبية من إخماد التمرد، الذي حاول العميد عبد الحافظ السقاف قائد فرع قوات الأمن الخاصة في عدن القيام به واحتلال مطار المدينة. وقد سارع هادي إلى عقد اجتماع للجنة الأمنية العليا في عدن وأصدر أوامره لكل وحدات القوات المسلحة والأمن في اليمن، بعدم تلقي أوامر من صنعاء وحتى رئيس أركان القوات المسلحة ونائبه واللجنة الأمنية العليا إلى شكلها الحوثيون، وهو أمر لن يستطيع تنفيذه على الوحدات الموجودة في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو يدرك ذلك تماما ولكنه يريد نزع شرعية أي أوامر توجه لهذه القوات في محاولة لاستقطابها إلى صفه. وشهدت «لحج» تطورات غريبة الجمعة، فقد سيطر عشرات من المسلحين من تنظيم القاعدة على المحافظة بعد انسحاب قوات الأمن الخاصة منها وقيامهم بنهب المؤسسات الأمنية والحكومية. وتقول مصادر محلية في لحج، التي تبعد عاصمتها الحوطة عن محافظة عدن بحوالي 27 كيلومترا، إن قوات الأمن الخاصة المكلفة حماية المنشآت الحكومية انسحبت بشكل مفاجىء الجمعة من مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، مما سهل لعناصر القاعدة الدخول إلى المدينة والسيطرة على المنشآت الحكومية ومبنى الأمن السياسي والشرطة ونهبها وقامت هذه العناصر برفع أعلام القاعدة وجابت المدينة وهي ملثمة في استعراض للقوة. وفي المساء، قامت عناصر القاعدة بالانسحاب بشكل مفاجئ بعد الأنباء التي ترددت عن قيام عناصر اللجان الشعبية الجنوبية المؤيدة للرئيس اليمني بالتوجه للمحافظة لإعادة الأمن إليها. وذكرت مصادر محلية، أن قوة من الجيش اليمني تساندها عناصر من اللجان الشعبية تحركت من عدن نحو المحافظة بأوامر من اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع لتطهيرها وأن هذه القوات قد وصلت إلى المدينة فجر السبت وقامت بتمشيط المنشآت الحكومية لتأمينها. وفي تطور غير بعيد عما يجري في عاصمة المحافظة، شهدت قاعة «العند» الجوية تطورات هامة، إذ أكدت مصادر عسكرية بالقاعدة أن العقيد عتيق العنسي قائد القوات الجوية بالقاعدة غادرها ومعه عددا من حراسه ومرافقيه وترك القاعدة للمؤيدين لوزير الدفاع، وأصبحت تحت سيطرتهم وأكدوا تأييدهم للرئيس اليمني واستعدادهم لأي أوامر توجه لهم. وفي محافظة تعز الشمالية المجاورة للحج، والتي تبعد عنها حوالي 141 كيلومترا، وصلت تعزيزات من قوات الأمن الخاصة أغلبها من الحوثيين إلى المحافظة بطلب من وزارة الداخلية وقيادة القوات الخاصة في صنعاء قدرتها مصادر محلية في تعز بحوالي 600 ضابط وجندي بأسلحتهم واستقرت في معسكر القوات الخاصة بالمحافظة. كانت اللجنة الأمنية في تعز، قد رفضت دخول أي قوات إلى أراضيها حتى لا يكون ذلك مبررا لقوات جهات أخرى بدخولها مما يؤدى إلى حدوث قتال بها. وعلى الفور قام شباب وناشطون ومقاتلي القبائل الرافضة لوجود الحوثيين بالتمركز أمام المعسكر لمنع خروج أي من القوات منه والمطالبة برحيلها.