طلب الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من سوريا مزيدا من التعاون بشأن موقع يشتبه في أنه نووي سري دمره الطيران الإسرائيلي سنة 2007 , كما أعلن أن إيران لا تقدم أي إيضاح حول البعد العسكري المحتمل لبرنامجها النووي. فبالنسبة لسوريا , قال البرادعي خلال مؤتمر نظمته الأكاديمية الدبلوماسية الدولية وصحيفة "إنترناشونال هيرالد تريبيون" : "نريد المزيد من التوضيحات لكن ذلك ما زال صعبا , إن الشيء الوحيد الذي نحتاج إليه هو مزيد من التعاون من طرف سوريا". وقامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في يونيو 2008 بتفتيش موقع "الكبر" الذي دمره الطيران الإسرائيلي في سبتمبر 2007 بعد أن اشتبهت الدولة العبرية وواشنطن في أنه يؤوي مفاعلا نوويا سريا. وأعلن البرادعي أن ما قامت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الملف ليس مرضيا فيما يخص طبيعة الموقع الذي تعرض إلى القصف. وتنفي دمشق القيام بنشاطات نووية سرية وتقول إن "الكبر" كان مبنى عسكريا عاديا , ولم ترد سوريا على طلبات الوكالة لتفتيش مواقع آخرى مشبوهة. واتهم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في نوفمبر الماضي سوريا بأنها "نظفت" المواقع التي تريد الوكالة تفتيشها. أما عن إيران , قال البرادعي : "اعتقد أن الإيرانيين يريدون الحصول على المعرفة التكنلوجية , وأنا غير متاكد ما إذا كانوا يريدون القيام بالخطوة المتمثلة بصنع أسلحة نووية". وأوضح البرادعي أن بلدا مثل إيران في حالة حصوله على التكنولوجيا سيكون قادرا على توجيه رسالة إلى جيرانه وإلى بقية العالم بأنه يستطيع صنع السلاح الذري. وأضاف البرادعي أنه لا يعتقد أن "الأوان قد فات" للتفاوض مع إيران , وشدد على أن انتخاب الرئيس الأميريكي باراك أوباما المنفتح على مفاوضات مباشرة مع طهران أدى إلى وجود أجواء جديدة , رد عليها الإيرانيون ب"بعض الإشارات الإيجابية". وأعلن البرادعي أنه لم يؤمن بالإستراتيجية القائمة على المطالبة مسبقا بوقف تخصيب اليورانيوم قبل التفاوض مع طهران. وأضاف : "بالإمكان إيجاد صيغ مختلفة وطرق مختلفة , لابد من تقديم ضمانات لإيران في مجال الأمن وتقديم حوافز إليها". كما قال البرادعي إنه "أعُجب نوعا ما" بالمرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي الذي التقاه ووجد أنه يتابع بالتفصيل الملف النووي , ويتكلم "بتعابير استراتيجية وليس على مدى سنة او سنتين".