«مصائب قوم عند قوم فوائد».. مثل يتداوله المصريون حول التعبير عن أثر المصائب التي تقع على بعض الأشخاص بالضرر في الوقت الذي تكون نفعا وفوائد على آخرين، إلا أن الحملة التي شنتها مديرية أمن القاهرة لملاحقة الباعة الجائلين بمنطقة رمسيس، لم تكن فائدة فقط بل كانت بمثابة القشة التي تعلقت بها فتاة في نصف عقدها الثاني من العمر. الفتاة "ز.ع- 16 عاما" ألقت قوات مباحث قسم الازبكية القبض عليها ضمن حملة أمنية لملاحقة الباعة الجائلين بالمنطقة، وما أن مثلت أمام ضابط مباحث القسم حتى استغاثت به من 4 أربع اشخاص قاموا باغتصابها، وتهديدها بالقتل حال إبلاغ الشرطة. قسم شرطة الأزبكية استجاب لاستغاثة الفتاة وحرر محضرا لإثبات صحة الواقعة، حمل «رقم 3207 لسنة 2015 جنح الأزبكية»، وتشكلت قوة أمنية تمكنت من إلقاء القبض من اثنين من المتهمين يدعيان «كريم ورجب»، اللذين أحالهما القسم إلى النيابة العامة. تحقيقات النيابة كشفت أن الفتاة المجني عليها تركت منزل والدتها منذ أكثر من عام هربا بجسدها بعد تكرار محاولات تحرش زاج والدتها جنسيا، التي اختصمته أيضا في محضر رسمي، إلا أن الأم أجبرتها على التنازل، ما اضطرها لعمل نصبة شاى بميدان رمسيس. الفتاة قالت في حديثها إلى محمد السكري، وكيل نيابة الأزبكية في التحقيقات حول واقعة اغتصابها: "إن المتهمين وهم "كريم.أ 20 عاما"، و"حسام.ح 24 عاما"، و"رجب.م 20 عاما"، و"أحمد.أ 19 عاما" أوهموها بأن الشرطة تبحث عن أطفال الأحداث، ودلوها على الاختباء بكشك مهجور بمنطقة رمسيس. تقول الفتاة، استدرجوني إلى الكشك المهجور لمحاولة أنهما ناصحون لها خوفا عليها من وقوعها في أيدي شرطة الأحداث، حتى ذهبت إلى الكشك في ساعة متأخرة من الليل وذهب ورائي المتهمون، فقيدوني وجردني أحدهم من ملابسي تماما ولم تترك يده جزءا من جسدى إلا نهشتها. تروي الفتاة الهاربة من جحيم تحرش زوج والدتها إلى جهنم كشك الاغتصاب، فتضيف: "تناوب المتهمون على اغتصابي واحدا تلو الآخر تحت تهديد السلاح، وبعد أن أفرغوا كل ما في طاقتهم الحرام على جسدي الضعيف تركوني أعاني آلام الإصابة التي أحدثوها بي، وهددوني بالقتل إذا أخبرت احدا بالأمر. وبدوره المستشار محمد حتة، واشراف المستشار هشام حمدي المحامي العام لنيابات شمال القاهرة، أمر بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط وإحضار المتهمين الآخرين، كما أمرت النيابة بعرض الفتاة على الطب الشرعي وإيدعها بإحدى دور الرعاية.