ارتفع عدد القادة والوفود الذين أكدوا مشاركتهم فى أعمال مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري .. مصر المستقبل" إلى نحو مائة دولة فى وقت يتواصل فيه توافد باقة من قادة دول العالم وكبار رجال الأعمال على مدينة شرم الشيخ، للمشاركة فيما وصفه كثيرون بأنه "عرس" غرس بذور المستقبل على أرض السلام. وتعكس هذه المشاركة الإقليمية والدولية الكبيرة فى المؤتمر، حقيقة أن مصر أرض السلام ومهبط الديانات والحضارات هى الآن محط أنظار واهتمام قادة العالم وكبار رجال الأعمال من كل حدب وصوب. وهي كصانعة للتاريخ تسجل اليوم تاريخًا جديدًا، يتم هذه المرة على أرض المحروسة بمدينة السلام. ويشكل المؤتمر الذي ينطلق عصر غدًا الجمعة، موعدًا جديدًا لانطلاقه "مصر الجديدة" مع التاريخ بقيادتها الجديدة الواعية المخلصة، لعبور عنق الزجاجة والانطلاق نحو آفاق المستقبل. وبقدر أهمية الحدث كان الإعداد الجيد والمبكر لاستقبال ضيوف مصر ورجال العالم، وتتصدر باقة الوفود المشاركة من الدول العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين والأردن، بتمثيل على أرفع المستويات. ويلقى الرئيس السيسي كلمة الافتتاح ثم تنطلق أعمال المؤتمر، ويبلغ عدد المشروعات المقرر عرضها خلال أعمال المؤتمر التي تستغرق ثلاثة أيام 37 مشروعًا بتكلفة تقدر ب 38 مليار دولار. ووفقا للقائمة، فإن قطاع الإسكان يستحوذ على أكبر قدر من المشروعات بواقع 10 مشروعات، أبرزها مشرع "واحة أكتوبر" التى تقدر استثماراته بحوالى 150 مليار جنيه، ويستغرق تنفيذه من 7 إلى 9 سنوات، والذي سيقام على مساحة 10 آلاف فدان، بمنطقة التوسعات الجنوبية بمدينة 6 أكتوبر، ويحدها الطريق الدائري، وطريق «الفيوم - الواحات». فيما يعد المشروع الثانى الأبرز لوزارة الإسكان هو «زايد كريستال بارك»، بمدينة الشيخ زايد، الذي يشمل إنشاء أعلى برج فى مصر، بطول 200 متر، ويقع غرب محافظة الجيزة، ومن المقرر تنفيذه على مساحة 190 فدانًا، وسيطرح بنظام الشراكة بين المطورين العقاريين وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ويقع جنوب غرب مدينة الشيخ زايد على محور 26 يوليو مباشرة، وهو مشروع إداري تجاري ترفيهي، ويتميز بارتفاع مستوى المعيشة، حيث يتميز الموقع بسهولة اتصاله بالقاهرة من خلال طريق رئيسي هو محور 26 يوليو، ويحتوي على مبانٍ متنوعة الاستخدامات. فيما يعد المشروع الثالث لوزارة الإسكان فى المؤتمر، هو «قرية المعرفة» الذى سيتم تنفيذه فى مدينة العاشر من رمضان، وهى قرية تضم عدة جامعات ومدارس ومعاهد تعليمية فنية، تصل تكلفتها إلى 11 مليار جنيه، ويستغرق تنفيذها 8 سنوات، فى إطار خطة الحكومة للارتقاء بالتعليم الفنى. كما تضم مشروعات قطاع الإسكان، إقامة منتجع سياحى فى مدينة 6 أكتوبر بتكلفة 12 مليار جنيه، ويستغرق تنفيذه 7 سنوات، فضلاً عن مشروع «العاصمة الإدارية الجديدة» الجارى إعداد المخطط النهائى له، إضافة إلى مدينة العلمين، التى ستصبح مدينة ساحلية جديدة، على مساحة 40 ألف فدان كاملة المرافق والخدمات، وهى تبعد 4 كيلومترات عن «مارينا». وتطرح وزارة الإسكان مشروع «مركز مارينا العلمين السياحى»، على مساحة 2800 فدان، مع توفير نحو 14 ألف فرصة عمل فى المشروع بالكامل، بغرض استغلال منطقة الساحل الشمالى طوال العام، وسيشتمل المشروع على «إسكان سياحى، وفنادق وقرية رياضية وملاهٍ مائية وقرية بدوية، ومنطقة بحث علمى وأخرى ثقافية وبحيرة صناعية». ومن المقرر أن تشمل مشروعات الإسكان المقرر عرضها خلال المؤتمر الاقتصادى، طرح مخطط مشروع مدينة أسوان الجديدة، لاستغلال نحو 9 مناطق أثرية، فى الترويج للشريط السياحى فى المؤتمر، إضافة إلى طرح مخطط مدينة المقطم الجديدة، وستكون على غرار مدينة الشيخ زايد، وستتضمن مناطق سياحية وأخرى ترفيهية بتكلفة 4 مليارات جنيه، ويستغرق تنفيذها من 3 إلى 5 سنوات. كما انتهت وزارة البترول بشكل نهائى من إعداد 4 مشروعات ستقوم بطرحها خلال المؤتمر، وتختص بشكل كبير بقطاع البتروكيماويات، أولها مشروع إنتاج الأسمدة وحمض الفوسفور، ومشروع إنشاء خط أنابيب بين سوهاج وأسيوط وأسوان، فضلاً عن مشروع خاص بصناعة البتروكيماويات «مجمع بتروكيماويات التحرير». فيما تشارك وزارة الاتصالات ب4 مشروعات بعنوان «الساحات الإليكترونية»، تختص بإنشاء مشروعات قرى ذكية فى 3 مناطق هى «برج العرب والعاشر من رمضان والمعادى»، وتستغرق الفترة الزمنية للتنفيذ 6 سنوات، بتكلفة نحو 4.5 مليار جنيه، فضلاً عن مشروع «التوثيق والميكنة الآلية لمكاتب وهيئات البريد». فى الوقت الذى تشارك فيه وزارة الزراعة بمشروع «إعادة تدوير المخلفات الزراعية» بتكلفة 1.5 مليار جنيه، وستكون مدة تنفيذه من عام لعامين. وعن المشروعات النهائية لوزارة النقل، يأتى طرح محطة الحاويات بميناء شرق بورسعيد بتكلفة استثمارية تقدر ب700 مليون دولار، فضلاً عن إنشاء خط قطارات مزدوج لنقل البضائع يربط ميناء السخنة بحلوان بتكلفة تقدر ب500 مليون دولار، إضافة إلى عرض الميناء اللوجيستى ب6 أكتوبر وآخر بالعاشر من رمضان بتكلفة استثمارية تقدر ب180 مليون دولار، إضافة إلى طرح مشروع الأوتوبيس النهرى الذى تبلغ استثماراته التقديرية 100 مليون دولار، وسيتم طرحه بنظام المشاركة بين القطاعين العام والخاص. وتشارك وزارة السياحة فى المؤتمر ب4 مشروعات هى «منتجع رياضى بجنوب مجاويش بسفاجا بتكلفة 1.989 مليار جنيه، ومنتجع سياحى بمرسى علم والقصير بتكلفة 663 مليون جنيه، ومنتجع سياحى بشرم الفقيرى جنوب مرسى علم بتكلفة 1.215 مليار جنيه، إضافة لمشروع صندوق دعم السياحة لورق البردى». وتطرح وزارة التموين بالاشتراك مع وزارة الإسكان، ما يسمى بمشروع «مدينة التجارة» حيث تقام على مساحة 4 ملايين و200 ألف متر مربع تزيد إلى 16 مليون متر مربع باستثمارات تقدر بنحو 40 مليار جنيه وتوفر 500 ألف فرصة عمل، وتشتمل على 8 نماذج من الأحياء العالمية الشهيرة يتوسطها نموذج لحى شهير بمصر، ومحلات لبيع الماركات العالمية من كافة السلع ومنتجع صحى عالمى ومرسى لليخوت ومناطق سكنية من المستوى الفاخر وحتى العادى ومناطق استثمارية بجانبها، فيما تطرح وزارة الصناعة والتجارة مشروعين، الأول منطقة أبوطرطور الصناعية بميناء سفاجا، بتكلفة استثمارية 1.2 مليار جنيه (170 مليون دولار)، والثانى هو مشروع «SeZone» ويستهدف طرح أرض للبيع لإقامة مشروع صناعى وتجارى فى منطقة اقتصادية مميزة تقدم حوافز ضريبية واستثمارية جذابة. وتعد مدينة السلام التي تستضيف هذا الحدث الأهم أكبر مدن محافظة جنوبسيناء وتضم منتجعات سياحية ترتادها الأفواج السياحية من أنحاء العالم.. وتشتهر بالغوص، حيث تعتبر إحدى ثلاث مواقع غوص في مصر معروفة عالميا، وأمام شرم الشيخ توجد جزيرتا "تيران وصنافير" ومن أهم مناطقها "رأس نصراني " و"رأس أم سيد " إلى جانب "رأس محمد" التي تقع عند ملتقي خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر. وتمتلك شرم الشيخ إنجازين مسجلين بموسوعة "جينس" للأرقام القياسية هما أكبر بحيرة صناعية بالعالم أقيمت على مساحة 22 ألف متر مربع داخل قرية سياحية ضخمة تشق صحراء منطقة نبق الواقعة فى شمال شرم الشيخ، وسيتم افتتاح المرحلة الأولى منها بمساحة 7 ملايين متر مربع بعد أن قام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بزيارتها، وأيقونة السلام بطول 34.5 متر وتعتبر أطول أيقونة سلام فى العالم والتى تبرع بها أحد رجال الأعمال المخلصين وتلقب مدينة شرم الشيخ ب«مدينة السلام» واختارتها منظمة اليونسكو ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة مرشحة.